السلام عليكم
حسب القول الشريف:( راس الحكمة مخافة الله) . فهل يعني اني لو خفت الله حق الخوف و أصبحت من الاتقياء هل سأكون على درجة كبيرة من الذكاء ؟ لاني اكون حكيمة حينذاك.
اعاني من قلة الذكاء و النباهة دائما أخطئ و تغضب امي علي لعدم تركيزي على بعض الأمور التي تتعلق بالمنزل و هذا ما يغضبها و أيضا في نواحي أخرى أبرز بذكاء قليل و احرج و احيانا أبرز بالحماقة .
مع جزيل الشكر و الامتنان
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم ، نشكر تواصلك معنا
١- معنى الحديث المذكور بالسؤال هو :
قال الإمام الصادق عليه السلام: ((لا يكون المؤمن مؤمناً حتى يكون خائفاً راجياً ولا يكون خائفاً راجياً حتى يكون عاملاً لما يخاف ويرجوا)) .
ان مخالفة امر الله سبحانه وتعالى في طاعته والاصرار على معصيته ،تترتب عليها الآثام واثر ذلك أن يبطاء الانسان في الثواب والاعمال الحسنة ،فقوله تعالى : ( لَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ )(1).
فعلى الانسان محاسبة نفسه ومراقبة العمل الذي يقوم به فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ... المزید)،ومن ترك محاسبة نفسه فانه يبقه يتحسر في وقت لا تنفع فيه الحسرة، فعلى الانسان محاسبة نفسه والنظر بكل عمل يقوم فيه وماذا يستوجب منه هذا العمل والى ما ينتهي والى ما يحث من الافعال وهل له العاقبة الحسنة ام له سوء العاقبة كل هذه من المحاسبة وغيرها.
فان الانسان لابد ان يعلم ماذا يريد ان يفعل وما اليه يؤل لاما فعل فيعد افعاله قبل الحساب والجزاء فقد وضعة الاحكام والتشريعات وعلمة الانسان مبدء عمله ومنتهاه واقامة الحجج عليه "وأن ترك الذنوب أهون من طلب التوبة".
فان الله سبحانه خير الانسان ولم يجبره على الافعال التي يريد القيام بها، فان الانسان في وقت الحساب لا يقل كنت مجبورا على الفعل كذا ، وان الله سبحانه وتعالى وضع للإنسان الجزاء على كل فعل قام به في حياته، فان الإنسان مخير في افعاله وليس مسير فيستطيع ان يعمل او لا يعمل وأيضاً يستطيع ان يتكلم او يصمت فبمقدوره تغير احواله وليس مجبول على فعل ملا يرغب فيه وفق الشريعة .
فيجب على الانسان ان ينظف قلبه من سوء الظن وان يشحن قلبه بحسن الظن ، فانه ما من عبد مؤمن الا وفي قلبه نكته بيضاء ، فان اذنب العبد وثنى خرج من تلك النكتة السوداء وان تاب انمحت تلك النكتة السوداء وان تمادى بالذنوب والمعاصي ولم تقابل هذه الذنوب والمعاصي بالتوبة واستغفار اتسعة تلك النكتة السوداء حتى تغطي البياض ، فاذا غطى ذلك البياض لم يرجع صاحبه الى الخير ابدا.
فالحكمة المتوخاة مرتبطة مع مخافة الله سبحانه وتعالى ، ومن لا يخاف الله في أعماله وأفعاله فلن يصل الى درجة الحكمة المتوخاة, فهي الاصابة في القول وخشية الله رأس كل حكمة وكمال العبد متوقف على الحكمة وكماله بتكميل قوتيه العلمية والعملية ،ولما كان الله تعالى قد فطر عباده على عبادته ومحبة الخير والقصد للحق , بعث الله الرسل لهم بما ركز في فطرهم وعقولهم ومفصلين لهم ما لم يعرفوه , فانقسم الناس الى قسمين , قسم أجابوا دعوتهم فيتذكروا ما ينفعهم وفعلوه وما يضرهم فتركوه, وهؤلاء هم أولوا الألباب وقسم لم يستجيبوا لدعوتهم بل أجابوا ما عرض لفطرهم من الفساد وترك طاعة رب العباد.
٢- من الامور التي تزيد في قوة الحافظة وعدم النسيان هي قراءة القران الكريم قال تعالى : (( ان هذا القرأن يهدي للتي هي اقوم )) وترديد كل يوم اية ( فجعلناه سميعا بصيرا )) واية ((سنقرئك فلا تنسى )).
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا أنساك الشيطان شيئا فضع يدك على جبهتك وقل: اللهم إني أسألك يا مذكر الخير وفاعله والآمر به أن تصلي على محمد وآل محمد وتذكرني ما أنسانيه الشيطان.
دمتم في رعاية الله