( 29 سنة ) - العراق
منذ سنتين

الرابط بين افراد الأسرة

كيف أقوي الروابط بين أفراد الأسرة ؟


إنَّ هناك بعض التقاليد التي تقوي الأواصر والروابط بين أفراد العائلة، وهذا ما يشير إليه العلماء في الشؤون الاجتماعية ومنها على سبيل المثال اجتماع أفراد الأسرة في مكان واحد على طاولة الطعام مثلاً، حيث يبقى لتقليد جلوس العائلة مجتمعة إلى مائدة الطعام نكهته الخاصة، ولعل هذا المشهد أصبح تقليداً أسبوعياً أكثر منه عادة يومية، حيث لم يعد لبعض الأمهات العاملات الوقت والطاقة لتحضير وجبة عائلية والجلوس معاً إلى مائدة الطعام. وفي بعض الأحيان قد يقرر كل أفراد العائلة طلب وجبة جاهزة ويرى الاختصاصيون أنَّ جلوس العائلة مجتمعة إلى مائدة الطعام يجب أن يكون من أولويات الحياة العائلية؛ نظراً إلى ما له من فوائد على صعيدي الصحة الجسدية والنفسية على الأبناء، فإنَّ جلوس العائلة إلى مائدة الطعام له دور في الحصول على نظام غذائي صحي وله أثر إيجابي كبير في توازن غذاء الطفل وسلوكه، مما يعني أثراً إيجابياً في وزنه، فقد أظهرت الدراسات أنَّ أكثر من 16% من الأطفال يعانون من مشكلة الوزن الزائد، وأوعزت الأسباب إلى الأكل بين الوجبات، ونقص في النشاطات البدنية، وكذلك إلى غياب تناول الطعام الصحي الذي يتبع الهرم الغذائي، فالمائدة العائلية تسمح للطفل والمراهق بالحصول على غذاء صحي ومتنوع إذ يرافق تناول الطعام ضمن العائلة تناول كميات كبيرة من الفواكه والخضر ومشتقات الأجبان والألبان، واستهلاك أقل للمقالي والسكريات والمشروبات الغازية. ويكاد طقس جلوس العائلة مجتمعة إلى مائدة الغداء أو العشاء يتعدى كونه يوفر نظاماً غذائياً صحياً يضمن سلوكاً غذائياً طبيعياً، فتناول الطعام ضمن إطار العائلة والتخلق حول مائدة الطعام يعني تبادل الأحاديث ويشير إلى أنَّ أفراد العائلة يحتاجون إلى بعضهم، فعندما يجرد تناول الطعام من معانيه الرمزية والعائلية، فإنَّ الإنسان يخضع لاضطرابات غذائية، يزيد خطورتها الشعور بالوحدة وغياب المرجع في العائلة، فالوجبة العائلية بمعنى التكوين النفسي تُطَمْئِن المراهق والطفل، إذ أنَّ لقاء الوالدين حول طاولة الطعام يترك انطباعاً جيداً عندهم بأنَّ والديهم حاضران وأنَّهما مرجع لهم وإن كانا لا يمضيان الكثير من الوقت معهم. كما أنَّ الجلوس مع الوالدين إلى مائدة الطعام يعلم الأبناء آداب السلوك، مثلاً الإنصات إلى الآخر أثناء تحدثه وتناول الطعام بشكل لائق، وهذا التقليد العائلي له أثر إيجابي في تطور اللغة عند الطفل، فخلال الجلوس على المائدة يتواصل ويعبر ويروي أموراً حدثت معه، ومن الضروري أيضاً أن يشارك الطفل في تحضير وجبة الطعام مما يعزز الشعور بوحدة العائلة وتماسكها، فالجلوس إلى المائدة العائلية يرمز إلى أكثر من ملء المعدة، وهو يتيح المجال للحوار وملء الفراغ العاطفي، فكثيراً ما يبعث الأبناء أثناء الجلوس إلى مائدة الطعام مع ذويهم برسائل مبطنة، وإن كانت تظهر على شكل مزاح أو طرفة، وبذلك يكون له دور ممتاز في تربية الأبناء، كما ويعزز الإحساس بالثقة والانتماء بينهم. إذن، الذي يمكن عمله لتحسين نوعية الوقت الذي تقضيه الأسرة على الطعام هو ما يأتي:- 1- علينا أن ندرك أهمية الوقت الذي نقضيه مع أفراد الأسرة الآخرين أثناء تناول الطعام، بإمكاننا أن نحضِّر لهذا اللقاء سلفاً، وأن ندخل تعديلات على المكان والزمان؛ ليتفق مع ظروف كل أفراد الأسرة. 2- علينا أن نغلق جهاز التلفاز أثناء تناول الطعام، وإذا لم يكن هذا ممكناً بشكل كامل في بدء الأمر، فإنَّ بإمكاننا أن نحققه بالتدريج. 3- وليكن الطعام مناسباً لجميع أفراد الأسرة، وليأكل الأطفال من نفس الطعام الذي يأكل منه الكبار، وإذا كان الأطفال غير جائعين أثناء الوجبة فهذا يعني أنَّ على الأم أن تنظم طعامهم وتقلل من الوجبات التي يتناولونها بين الوجبات الرئيسة. 4- ولتكن الموضوعات التي يتناولها الحديث موضوعات لطيفة وشيقة، ولنركز على الجانب الإيجابي من الأشياء، فبإمكاننا أن نسأل أحد الأطفال ليحدثنا عن أحسن شيء حدث له هذا اليوم، ويجب أن يشعر الطفل المتحدث بأنَّه يلقى الاحترام اللازم، فالوقت الذي نقضيه على الطعام ليس وقتاً للنقد والتوبيخ وتصحيح السلوك. 5- لنشرك الأطفال في الإعداد والتخطيط وفي تقديم الطعام، فهذا من شأنه أن يخلق جواً من التعاون ومن روح الفريق. 6- وأخيراً لنعلم الأطفال بالمثال وليس بالتوجيه المباشر، وإذا جعلنا من الوجبات مناسبة مريحة وممتعة، فإنَّ الأطفال سيكونون أكثر صحة وأكثر تهذيباً وأكثر قدرة على التكيف والتعلم. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المصدر: برنامج المدرسة الأولى- الحلقة الثامنة- الدورة البرامجية27.

1