التوتر بين الآباء والأبناء
ما اسباب التوتر بين الآباء والأبناء ؟
هناك سؤال يدور في بال كل مربي حريص على تربية أبنائه وهو: من المسؤول عن إرشاد الأبناء وتوجيههم التوجيه الصحيح؟
والجواب على هذا السؤال هو: إن الجميع مسؤولين في أمر هداية وإرشاد الجيل الحدث في المجتمع، خصوصاً فئة الإناث اللاتي هن أمهات الغد ومربيات الرجال والنساء في المستقبل من حياة المجتمع، وبالأصل أن الناس - بحسب الرؤية الإسلامية- أمانات بأيدي بعضهم، فالولد أمانة الله بيد الوالدين والزوجة أمانة بيد الزوج وهكذا..
إذ لا يحق لأحد تجاهل أمر تربية الأبناء حتى وإن كانوا أبناء الغير، فإذا ما تعرض أحدهم إلى خطر أو مفسدة ما، فإن الواجب يحتم على الجميع المبادرة إلى حمايته وتقديم العون له ودفع الشرور والآثام عنه وتوجيهه إلى سبل الخير والرشاد، ولكن أن الأبوان هما المسؤولان عن تربية أبنائهما بالدرجة الأولى بحكم ولايتهما عليهم، وبالدرجة الثانية عامة الناس في مختلف المواقع والأوساط الإجتماعية والمؤسسات الحكومية، لذا على الجميع أن يعطف إهتمامه نحو تهذيب وإرشاد هذا الجيل بشكل خاص، فعند القيام بالواجبات الملقاة على عاتق الجميع تجاه هذا الجيل، ينبغي تمثل الأجواء التي تعيش فيها الفتيات المراهقات ومحاولة التأثير الإيجابي فيها. وإن قسماً من الإهتمامات يجب أن ينعطف نحو الحياة الفردية لهن، ويمكن في هذا المجال السعي إلى: التربية والنمو البدني، مثلاً إيجاد المهارة في الأعضاء والمقاومة في الجسم والتوازن الغريزي والسلامة الصحية، والتهذيب الذهني، والتوجيه الفكري، والبناء العقلي، وتنمية الذكاء، والحافظة، والخيال والتركيز. وقسم من الإهتمامات الإجتماعية والصداقات البريئة، التمييز بين الصدق والعدو، الخلق الحسن، الجرأة والشهامة، حب الخير للآخرين، إجتناب المعاصي والمحرمات، التوازن في السلوك، التواضع في المشي وغيرها.
وهناك قسم آخر من الإهتمامات، يجب التركيز عليه وهو علاقة الإنسان بالله سبحانه وتعالى، بإعتبارها علاقة مالك ومملوك و رب عليم بما يضر عبادة أو ينفعهم رؤوف عليهم رحيم، ودائماً ما نسمع أن هناك بعض التوتر بين الآباء والأبناء والسبب هو:
إن ردة فعل الآباء نحو الأبناء لا تكون دائماً إيجابية، البعض منها يؤدي إلى إشعال فتيل التوتر وتحويل الوسط الأسري إلى ساحة معركة يبسط فيها الآباء سيطرتهم، ويصدر عنها الأبناء ردود أفعال تتراوح بين الخضوع المرضي والتمرد بالمقاومة، وكلها أجواء لا تخدم أهداف تكوين أسرة سليمة.
وهنا نسأل ما هي المظاهر التي تؤدي إلى التوتر بين الآباء والأبناء؟
والجواب على هذا السؤال هو: مطالبة الأطفال بالكمال أثناء إنجازهم لواجبات قد تفوق قدراتهم العقلية، ويتخذ الآباء هذا الموقف من خلال حرصهم على تفوق الطفل وسرعة نضجه