( 29 سنة ) - العراق
منذ سنتين

تدخل الأهل في شؤون الأبناء

ما هي الآثار الايجابية في تخدل الأهل في شؤون الأبناء ؟


إن لوجود الأب أهمية كبيرة في حياة الأطفال وتبدأ هذه الأهمية من أول يوم في صالات الولادة إلى ما لا نهاية، فمن غيرك أيها الأب الفاضل بعد الأم، سيساعد الصغير في الخلود إلى النوم ليلاً، ويعلمه كيفية ركوب الدراجة، ويدفع مصاريف أول عطلة له مع أصدقائه. فهو طفلك الذي يحمل جيناتك الوراثية، فهو جزء من تاريخك، وحاضرك، وهو جزء من شكلك ومظهرك، فالأطفال الذين يشترك آبائهم أكثر في حياتهم، تتكون لديهم مهارات إجتماعية أفضل عندما يصلون إلى مرحلة الحضانة، كما يصبحون أكثر قدرة على التحصيل العلمي في سن السادسة عشر، عندما تكون أباً صالحاً، تحافظ بذلك على سلامة عقل طفلك وتوازنه، فالعلاقة الوثيقة بين الأب وطفله هي مؤشر حاسم في الصحة النفسية السليمة على المدى الطويل، فكن أباً صالحاً حتى تصبح ابنتك أماً صالحة عندما يحين الوقت ذلك. وأيضاً ستبقي طفلك بعيداً عن المشاكل، فالأبوة الصالحة تعني أن ابنك قد يكون شخصاً متوافقاً مع مجتمعه وبيئته، فهل تود أن يتمتع طفلك بنسبة أعلى من احترام الذات ويكون ودوداً ويثق بالآخرين؟ يحدث تأثيرك فرقاً كبيراً في الأمر فكن موجوداً دائماً في حياة أطفالك. يرجع علماء الإجتماع توتر العلاقة بين الأبوين والأبناء إلى الفجوة العمرية وإنتماء الطرفين إلى جيلين مختلفين، والذين ينتج عنهما إختلاف طرق التفكير وأساليب ممارسة المهام الحياتية المتنوعة، وكما يسهم التباعد الجغرافي أيضاً في إتساع الفجوة بين الطرفين، وإن كان لجفاء العاطفة وفتور المشاعر الأبوية التأثير الأكبر على مضاعفة التوتر. ومع سعي المراهقين من الأبناء إلى الإستقلال بحياتهم الشخصية، فهم يغفلون عن أهمية الأبوين بما يوفرانه من دعم مادي ونفسي، ظانين أن بإمكانهم الإستغناء عن ذلك الدعم بفضل مجهوداتهم واعتماداً على اختياراتهم دون الشعور بضرورة إستشارة الأبوين، ومن هنا يبدأ الصراع، وقد تسهم مبادرة الأبوين لرأب الصدع والسيطرة على صعوبة التواصل في إنهاء الصراع مع الأبناء المراهقين في هذه المرحلة الحساسة، وهنا يأتي دورنا في ترشيح بعض النصائح التي قد تسهم في خلق مناخ من التفاهم وفتح صفحة جديدة للتواصل والتأكيد على حب الأبناء، والإشتراك معهم في النشاطات المحببة إليهم واحترام اختياراتهم و رغباتهم وأيضاً منحهم الأولوية عند إتخاذ القرارات، فذلك يساعد من الخروج من دائرة التوتر بين الآباء والأبناء. أيها الأب الكريم اجعل أبنائك يشعرون دائماً بحبك و ودك؛ كي لا يحجموا عن إشراكك في شؤونهم، فلا تنس أنك ستحتاج يوماً ما إلى مودتهم وعطفهم عند بلوغ الكبر وإنصراف الرفاق، ولن يبقى حولك إلا من تربطهم بك علاقة حب و ود لم تحكمها المصالح يوما، ولا تفرض آرائك على الأبناء وامنحهم فرصة الإختيار، ومع ذلك فلك كامل الحق في منعهم عن التصرفات الطائشة التي قد تؤذيهم وتؤثر على مستقبلهم. احرص أخي المربي على تفهم احتياجات ابنك فكن الأب والصديق بنفس الوقت فبهذا تقلل من الفارق العمري بينك وبين ابنائك فاحرص دائماً على تناول الوجبات مع الأبناء، وإن لم يكن الوقت مناسباً للمشاورة وتبادل الآراء، فهو على الأقل مناسب لتجاذب أطراف الحديث. امنح أبنائك الفرصة للتعبير عما بداخلهم، واسألهم عن مجريات حياتهم وما يؤرقهم في الدراسة؛ كي لا تتفاجأ في المستقبل بوقوع أزمات لم تكن في حسبانك يوماً ما. عليك إيجاد التوازن السليم بين المحافظة على القيم والثوابت، والأخذ بالجديد المفيد، لذلك يتحتم عليك أن تكون مواكب لتفكير أبنائك، مطلع على حاجاتهم النفسية ومتطلبات نموهم وسيرهم في ركاب المجتمع الذي يتسارع التغيير فيه بطريقة لا يمكن وصفها. وكن أخي المربي لأبنك قدوة حسنة في مظهرك وسلوكك وتلفظك وعبادتك وفي كل نواحي الحياة.. وتذكر أنه مرآتك.. فكن له خير صورة. تعامل مع ابنك بالحب والحنان والرحمة، واجعلها هي سبب طاعة ابنك لك، ولا تجعل أوامرك والخوف منك سبب طاعته والتزامه لك؛ لأن ذلك لن يدوم فإن كنت تسيطر عليه بسلطتك اليوم، فسيأتي يوم يصبح فيه أطول منك وأقوى منك.. فكيف ستتعامل معه في ذلك الوقت، إن لم يكن أساس العلاقة بينكما هو المحبة والاحترام المتبادل؟! استثمر وقتاً ومجهوداً لأجل ابنك، ولا تبخل عليه بعلاقة صداقة قوية مع أبيه؛ لأن رجل اليوم هو ذلك الابن الذي وجد الإهتمام والنصح من أبيه، وهي أغلى هدية تقدمها لابنك ليكون صالحاً عند تكوين أسرة. فمفتاح العلاقة بينك وبين ابنك هو الاحترام، فإذا أظهرت لابنك إحترامك لرغباته وإختياراته وكذلك تقبلك لكل التغيرات التي ستحدث في شخصيته، مع قدر من الحزم والحب، فسوف تكسب ابنك إلى صفك، وستكون أنت مصدر الأمان وأنت من سيلجأ إليه ابنك عندما يمر بأي أزمة. أن اللعب حاجة طبيعية أساسية من حاجات الطفل، بل ربما لا ينمو الطفل نمواً سليماً، إذا حرم اللعب في سنين حياته المبكرة، فحاول أن توفر لطفلك ما يناسبه من الألعاب في كل مرحلة عمرية يمر بها، فهو يكتشف ما حوله ويتعلم العلاقات بين الأشياء عبر الألعاب، وإذا كان أبنائك من هواة لعب كرة القدم أو السباحة، فلا حرج في الإشتراك معهم في نشاطاتهم، وشجعهم إذا ما توافر لديك الوقت والقدرة المادية على تنمية مواهبهم. أخي المربي أختي المربية، يوم أن يبدأ الطفل الصغير في دخول مرحلة المراهقة هو اليوم الذي يعمل له الأب ألف حساب، ولكن ببعض من التفهم ومعرفة معلومات كافية عن تلك الفترة، يمكن لكليهما أن يمرا معاً بتلك المرحلة بلا خسائر. وإليك بعض الأمور التي لابد أن تعرفها أخي الكريم عن ابنك المراهق: منها تفهم احتياجاته فمع نمو ابنك الجسماني والعقلي والوجداني ودخوله لمرحلة جديدة من حياته، فإن كثيراً من احتياجاته تتغير وتختلف، من حقه إذاً أن تستوعب أنت هذه الإحتياجات وتتفهما وتقبلها أيضاً، حتى لو كنت لا تتفق معها في بعض الأوقات، وتفهم أهمية وجود الأصدقاء في حياته، وساعده في الاختبار الصحيح وعلمه مهارات الحياة وشجعه للقيام بنشاطات منزلية، فوجود علاقة قوية بين الأب وابنه في تلك المرحلة الحرجة مهم جداً لنفسية الابن، فتلك العلاقة تدعم ثقته بنفسه، وتعطيه طاقة إيجابية. إذا استطاع الأب أن يكون صديقاً لابنه، سيكون الشخص الذي يلجأ إليه الابن، وستستمر تلك العلاقة قوية حتى بعد أن يكبر الابن ويستقل. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المصدر: همسة أبوية - الحلقة الثانية عشرة- الدورة البرامجية 32

1