المرأة في المجتمع
ما هو دور المرأة في المجتمع ؟
سيدتي نرى أن الاسلام انطلق في تعامله مع المرأة على اساس انسانيتها ومساواتها في مصدر الخلق والتكوين مع الرجل من غير تمييز في ذلك بين الذكر والانثى فهما معاً المخلوق المكرم العزيز عند الله تعالى الذي أكرمه بالعلم والمعرفة، ولأن الإيمان تصديق باللسان وعمل بالأركان فالعمل الصالح هو الثمرة الطبيعية للأيمان الحقيقي ولا إيمان إلا بالعمل.. كذلك كان الميدان للعمل الصالح مقترحا أمام الرجل والمرأة على السواء فيتنافسون بالخيرات..(فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره). لقد ضمن الاسلام المرأة عناية كبيرة وحثها على العلم والتفقه بالدين, ولقد احتلت المرأة موقعا علميا في صدر الاسلام فنرى الكثير من النساء اللواتي تقدمن في ميادين العلم والمعرفة كان من جملة الرواة عن رسول الله(ص) بعض النساء والصحابيات ومنهن ازواج الرسول(ص) وتناقل العلماء هذه الروايات جيلا بعد جيل, إذ فتح الاسلام باب العلم في وجه المرأة وسهل لها الارتقاء في مدارج المعرفة وان تحتل موقعها بين العلماء وللأسلام الفضل في ارتقاء المرأة لمقام التعليم وتناول الفكر الديني. الا أن هناك بعض الافتراءات كبعض ما قاله المستشرقون من أن الاسلام لا يشجع على العلم مع أن الاسلام في كل مناسبة يدعو الى التفكر والتعقل واكتساب العلم واكرام العلماء والاعجب من ذلك أن يوعز البعض انخفاض نسبة التعلم في بعض الدول الاسلامية الى أن الاسلام يغض البصر عن حقيقة اعلنها الاسلام منذ انطلاقه عندما جعل طلب العلم فريضة عليى المرأة لا مجرد حق تكسبه. شيد الله تعالى بناء الاسرة على اساس المودة والرحمة فقد بين القرآن الكريم حقيقة أن المرأة والرجل جبلا على سكون احدهما الى الاخر وميله وشعوره بالطمأنينة والدفء برفقة الاخر ولأن البيت لا يبنى الا بوجود المرأة ومودتها ومحبتها فقد جعل الاسلام المرأة المؤمنة هي من اكبر النعم في حياة الرجل وهي التي تشاركه معاناة الحياة وتعاونه في نيل الاماني وتشاطره الحلو والمر من اللحضات.قال رسول الله(ص):"ما استفاد امرؤ مسلم فائدة بعد الاسلام افضل من زوجة مسلمة تسره اذا نظر اليها وتطيعه اذا امرها وتحفظه اذا غاب عنها في نفسها وماله". سيدتي لقد اتجه الاسلام الى إكرام المرأة منذ ولادتها وعلى العكس من تشاؤم الجاهلين تجاه ولادة البنت ورغبتهم في طلب الولد الذكر فقد جعل الاسلام البنات أفضل الأولاد فهي نعمة مباركة، وقد نهى رسول(ص)عن كره البنات مبينا بعض مزاياهن الجميلة ومؤكداً على مكانتهن فيقول(ص): "لاتكرهوا البنات فأنهن المؤنسات الغاليات" ؛فالبنت ريحانة معطرة مكفية الرزق من الله تعالى تدخل على والديها البركة والسرور ويعبر الامام الصادق(ع)عن بركة المرأة وما تجليه للأنسان من خير ومنفعة واجر فيقول:"البنات حسنات والبنون نعمة والحسنات يثاب عليها والنعمة يسأل عنها". فالواجب على الاسرة المسلمة رعاية الفتاة وتعليمها وتربيتها التربية الاخلاقية واشعارها بالمودة لنفي أي فكرة سيئة عنها، فقد حث الاسلام على أن تقدم الاناث في السلام والتكريم وتقديم الهدايا على الذكور ليكون ذلك مدعاة لإدخال السرور عليهن واحتراما واجلالا لشخصيتهن، فعن ابن عباس قال رسول الله(ص): "من دخل السوق فأشترى تحفة فحملها الى عياله كان كحامل صدقة الى قوم محاويج وليبدأ بالاناث قبل الذكور". (ووصينا الانسان بوالديه حملته امه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك الي المصير) أكد الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم على احترام الوالدين والتعامل معهما برفق واحسان ومحبة ورأفة فليس بر الوالدين إلا من الوفاء وتقدير الجميل ورد العرفان للذان قدما الغالي والنفيس وتحملا المتاعب وصرفا اعز الاوقات من اجل اولادهم فهل جزاء الاحسان الا الاحسان وتلك سنة يخدم فيها كل جيل ابناءة ويعز فيها كل شبل آباءهلذا قال الرسول الاكرم(ص)بروا آباءكم يبركم ابناءكم، فقد اوجب الاسلام على الانسان المسلم نفقة والديه عند احتياجهما اضافة الى نفقة ولده وزوجته. ولكن الاحسان اليهما يتجاوز الانفاق والواجب فهو يتضمن التعامل معهما بلطف ورأفة واحترام واجلال وتفقد احوالهما ومراعاة احوالهما في حدود الادب والاخلاق كما أن الاسلام كان له اهتماما خاصا بالأم، فأعطاها مكانة سامية رفيعة وافاض عليها من العز والقدسية ما جعلها رمزا للتضحية والحب ومصدرا للخير ومنبع للبركة والرحمة ويكفي في ذلك قول النبي(ص): "الجنة تحت أقدام الأمهات". إن دور الأم وتضحياتها من أجل أبناءها جعل لها حق عظيم وكبير لا يمكن للأنسان أداءه إلا بتوفيق من الله سبحانه، وقد جعل الرسول(ص)عمل شاب يعمل لأجل إعالة أمه نوعاً من أنواع العمل في سبيل الله المؤدي الى الجنة لما للأم من الموقع الفريد والمكانة السامية التي تحتله في دنيا الاسلام ويأتي ذلك محتماً لخط مستمر ومنهج متكامل على طريق إكرام المرأة وإعظامها وليدة مباركة وبنتاً كريمة وزوجة مكرمة ثم أماً مقدسة ومعظمة. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المصدر: برنامج أنوار التنمية- الحلقة الحادية عشرة- الدورة البرامجية27.