logo-img
السیاسات و الشروط
( 29 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

العوامل المؤثرة في التربية

ما هي العوامل المؤثرة في التربية ؟


أختي المربية: إن معنى تنمية الشخصية يعني تطوير وتنمية السلوك أو الاتجاهات التي تجعل الشخص مميز عن الآخرين وتحدث تنمية الشخصية عن طريق التفاعل المستمر بين المزاج والشخصية والبيئة التي يعيش فيها الفرد. ويمكننا محاولة تنمية شخصية الطفل بعد فترة وجيزة من ولادته؛ إذ أن الأم تستطيع أن تساهم في تكوين شخصية الطفل منذ أشهر الحمل وذلك بعدة طرق منها: الدعاء له وإسماعه القرآن الكريم والتحاور معه ولتكن على ثقة أن الجنين سيتأثر بكل ما سيسمعه منها وان تحرص الأم دائما على حالة الهدوء والإستقرار النفسي (قدر استطاعتها)وأكل التمر بشكل معتدل فهو يساعد في تكوين شخصية تتحلى بقدر كبير بالهدوء والحلم، لكن على الام ان لا تكثر من التمر خصوصا في الأشهر الأخيرة لأنه يساعد على انقباض وانبساط الرحم مما قد يجعله سببا في حدوث ولادة مبكرة). أختي الأم.. هناك ثلاث مسائل مهمة جداً يمكن لها أن تلعب الدور الكبير في تكوين وتركيب شخصية الطفل، إلا أن تأثير هذه المسائل الثلاث، لا يعني أبداً أنه يخرج عن كونه مختاراً، فلو فرضنا أن ولداً تأثر بجو معين وانحرف عن جادة الصواب، فإن ذلك لا يعني أنه مجبر على سلوك درب الانحراف، بل إن الظروف المحيطة به ساعدته على الوقوع بسوء الاختيار والإنحراف. ولأجل أهمية هذه الظروف الثلاثة، ينبغي لنا أن نلتفت إليها نحن الأهل، لأن الأهل بالدرجة الأولى هم مسؤولون عن مراقبة وصيانة الظروف المحيطة بأولادهم وعن تربيتهم والإشراف عليهم. وأول هذه الظروف وأهمها هي: الأبوان.‏ أختي الأم: إن الأبوين في عيني الولد هما الأنموذج الكامل، وأول قدوة يحاول أن يقلدها، ولذا فإن الطفل ينظر إلى أفعالهما نظرة على أنها الأعمال الصحيحة، فلا يعتبر أن ما يقومان به هو أمر خاطئ بل إن معيار الصواب لديه هو نفس عمل الأبوين، ولذا فإن الأهل تقع عليهم المسؤولية تجاه الولد من عدة جهات منها: اتفاقهما واختلافهما: أختي المربية.. فإن الولد حينما يفتح بصره على الحياة في ظروف مليئة بالتشنج والتوتر بين أبويه، ولا سيما حينما يتشاجران أمام عينيه، هذا السلوك الخاطئ من الأهل، يجعل نفسية الولد مضطربة ومتوترة على الدوام. وكذلك مستمعتي عدم التجاهر بالعادات القبيحة؛ لأن الولد سيحمل معه هذه العادات لكونه يعتبرها من الكمالات لا من السيئات، ولو تعوّد على فعلها منذ الصغر اقتداءً بذويه فإنه وإن علم بقبحها في مرحلة وعيه، فإن من الصعب اقتلاعها حينئذٍ، ويتحمل الأهل مسؤولية ذلك، ولا سيما إذا كانت العادات هذه من المحرمات الشرعية بناء على قاعدة الحديث الشريف المروي عن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم): " ... المزید إياك أن تسنّ‏َ سنَّة بدعةٍ فإنّ‏َ العبد إذا سن سنَّةً سيئةً، لحقه وزرها ووزر من عمل بها". وأيضاً تؤثر معاملة الوالدين للطفل: فالدلال الزائد والإهمال المفرط، والمعاملة المفضلة لأحد الأولاد تنعكس سلباً على سلوك الطفل والعكس صحيح وبالنسبة لليتيم فقد يلاقي دلالاً زائداً من قبل أحد أبويه بسبب شعورهم بأنه فقد أباه أو أمه وهذا الدلال يؤثر بطريقة عكسية تجعله يعتمد في المستقبل على الآخرين في قضاء حاجاته الأساسية. والصفات الأخلاقية الطيبة تعكس خلقاً جيداً عند الأطفال فتربية الطفل على الخلق الكريم والخلق الراقي المهذب يجعل منه ذو شخصية قوية واثقة فعالة في المستقبل. والحب والمودة يخلق في الطفل سماحة وسعادة تؤثر على شخصه مستقبلا كما تتكون لديه مشاعر وأحاسيس ممزوجة دائما بمشاعر فياضة من الحب عند التعامل مع الآخرين ، فالطفل اليتيم يفتقد لهذا النوع من العاطفة وإن لم تقدم له بطريقة أو بأخرى من قبل القائمين على رعايته فهو بلا شك سيعاني من الحرمان العاطفي والذي له العديد من السلبيات على تكوينه الشخصي . ونلاحظ أن خبرات الطفولة لها أهمية بالغة في تشكيل شخصية الفرد في الرشد وتؤثر تأثيرا كبيرا فيها ، فإذا مر الفرد بحياة تتضمن الارتباط الشديد بالأم بسبب فقدان الأب وتكون هي العائل الوحيد (في حالة اليتيم من الأب)، والإهمال الأبوي ( في حالة اليتيم من الأم) بسبب انشغاله أو زواجه من أخرى ، وفقدان الوالدين، أو التعرض للإساءة ، أو الذين يتعرضون لأشكال من الصدمات من أسرهم في فترة الطفولة تنمو لديهم اضطرابات واضحة في الشخصية، وعلى العكس من ذلك إذا ما تربى الطفل في بيئة غنية بالمعرفة والعاطفة والاهتمام نمت لديه شخصية متزنة ثابتة انفعاليا في الرشد. أن الآباء الذين يمنحون أبناءهم الحب غير المشروط تنمو لديهم قوة تأكيد الذات، والآباء المتناقضون في تربية أبنائهم يعززون التناقض لدى أبنائهم، مما ينعكس على الذات. وأيضاً من الظروف المهمة المحيطة بالأطفال والمؤثرة على تكوين شخصيتهم ألا وهي المدرسة، فالمدرسة أختي المربية الفاضلة هي البيئة الثانية التي يأخذ منها الطفل علومه الأولى، ولذا فإن اختيار الأهل للمدرسة الملائمة للطفل له الدور الكبير في الحفاظ على سلامته الدينية بحيث يتربى على المبادئ الصالحة التي يرغب الأبوان في أن يحملها ولدهما عند كبره، فإن المدرسة الجيدة التي تبني الأولاد على مبادئ الإسلام، هي الموضع الصالح الذي أشارت إليه الروايات؛ ففي وصية النبي لعلي عليه السلام قال: "يا علي حق الولد على والده أن يحسن اسمه وأدبه ويضعه موضعاً صالحاً". وكذلك من الامور المهمة المؤثرة في تكوين شخصية الفرد الا وهي - الأصدقاء؛ إذ على الأهل أن يلتفتوا جيداً إلى خطورة الأصدقاء، وإلى كيفية اختيار الطفل لهم، فإن الصديق يوثر على الصديق، ولذا أكدت الروايات على اتخاذ الصديق الحسن ففي الرواية عن الإمام علي عليه السلام: "ليس شي‏ء أدعى لخيرٍ، وأنجى من شرٍ، من صحبة الأخيار"، كما أن الصديق السيئ يفسد الجيد كما تفسد الفاكهة الفاسدة الفاكهة الجيدة، ومن هنا كان التحذير في الروايات من صحبة الأشرار، ففي الحديث عن الإمام علي عليه السلام: "صحبةُ الأشرار تُكسِبُ الشرَّ، كالريح إذا مرَّتْ بالنَتن حملت نتنا" . ويزداد تأثير الأصدقاء كلما كبر الأبناء ففي مرحلة الطفولة يكون تأثير الأصدقاء بشكل واضح ولكنه محدود .أما مع مرحلة المراهقة فقد يتلاشى تأثير الوالدين والأسرة ليظهر بشكل كبير ويكاد يكون مزعجا لبعض الأسر دور الأصدقاء وطبعا يتأثر الطفل بالتفاعل الغير مباشر مع الأخرين من خلال التلفاز والفيديو والأنترنت والألعاب التي يمارسها سواء مع الأصدقاء او على الكمبيوتر او البلاي استشن . ومما يؤثر على شخصية الطفل البيئة المحيطة به سواء كانتالريفية او الصحراوية او في المدينة وكثيرا ما تكون هذه البيئات سببا في زيادة نمو شخصية الطفل وتكوينه. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المصدر: برنامج حنايا القلب -الحلقة الرابعة - الدورة البرامجية 34.

2