( 18 سنة ) - العراق
منذ سنتين

أولى الناس

من هما أولى الناس بالبر والصلة ، وكفّ الأذى ؟


بسم الله الرحمن الرحيم الجار والصديق وقد أفرد الله إياهما بالذكر في الكتاب الحكيم ، قال : ( وَاعْبُدُواْ اللهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا ) النساء : 36 . والجار الجنب هو الجار الذي ليس بينك وبينه قرابة ، والصاحب بالجنب : هو الصديق أو الصديق في السفر . إنهم وصية الله ، وفي عداد العبادة . وقد ضرب الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) مثالاً عملياً ، كما هو شأن الهداة من آل محمد ( صلوات الله عليهم أجمعين ) ، في إتيان كل فضيلة يأمرون بها ، وترك كل رذيلة ينهون عنها . قال الإمام الباقر ( عليه السلام ) : ( إن علياً صاحب رجلاً ذمياً ، فقال له الذمي : أين تريد ، يا عبد الله ؟ قال : أريد الكوفة ، فلما عدل الطريق بالذمي ، عدل معه الإمام علي ( عليه السلام ) ، فقال له الذمي : أليس زعمت تريد الكوفة ؟ قال : بلى ، فقال له الذمي : فقد تركت الطريق ؟ فقال له : قد علمت ، فقال له : فلِمَ عدلت معي ، وقد علمت ذلك ؟ فقال له الإمام علي ( عليه السلام ) : هذا من تمام حسن الصحبة ، ان يشيع الرجل صاحبه هنيهة إذا فارقه ، وكذلك أمرنا نبينا ، فقال له : هكذا ؟ قال : نعم ، فقال له الذمي : لا جرم إنما تبعه من تبعه لأفعاله الكريمة ، وأنا أشهدك أني على دينك ، فرجع الذمي مع الإمام علي ( عليه السلام ) فلما عرفه أسلم ) . والجار ، أمر بصلته الرسول ( صلى الله عليه وآله ) وحد حدوده . روى عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أتاه رجل من الأنصار فقال : يا رسول الله ، إني اشتريت داراً في بني فلان ، وان أقرب جيراني مني جواراً ، من لا أرجو خيره ، ولا آمن شره ، قال : فأمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : علياً وسلمان وأباذر فأمرهم : أن ينادوا في المسجد : ( انه لا إيمان لمن لا يؤمن جاره بوائقه ) فنادوا ثلاثاً . ثم أمر ( صلى الله عليه وآله ) : فنودي : ( إن كل أربعين داراً من بين يديه ، ومن خلفه ، وعن يمينه ، وعن شماله ، يكون ساكنها جاراً له ) . قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في وصيته عند وفاته : ( الله الله !! في جيرانكم ، فإنهم وصية نبيكم ، ما زال يوصي بهم ، حتى ظننا انه سيورثهم ) . وقال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( ملعون ملعون من آذى جاره ) ، وقال : ( حسن الجوار يزيد في الرزق ) . ترى هل مجتمعنا الحالي مراعي لهذه الحقوق ؟؟؟ قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ): (( هل تدرون ما حقّ الجار ، ماتدرون من حقّ الجار إلا قليلا؟ إلا لايؤمن بالله واليوم الآخر من لايأمن جاره بوائقه ، وإذا استقرضه ان يقرضه ، وإذا اصابه خيره هنا ، وإذا شرّ عزّاه ، ولايستطيل عليه في البناء يحجب عنه الريح إلاباذنه وإذا اشتهى فاكهة فليهد له فان لم يهدله فليدخلها سرا ولايعطي صبيانه منها شيئا يغاظون صبيانه )) وقال رسول الله(صلى الله عليه وآله) : (( الجيران ثلاثة فمنهم من له ثلاثة حقوق : حق الاسلام ، وحق الجوار ، وحق القرابة ، ومنهم له حقان ، حق الاسلام وحق الجوار ، ومنهم من له واحد ، الكافر حق الجوار )) وقال (صلى الله عليه وآله ): (( ليس من المؤمنين الذي يشبع وجاره جايع إلى جنبه )) وقال ( صلى الله عليه وآله ) : (( من آذى جاره حرم الله عليه ريح الجنة ، ومأواه جهنم وبئس المصير ، ومن ضيع حق جاره فليس منا )) مشكاة الانوار - (ج 1 / ص 163)