( 13 سنة ) - العراق
منذ سنتين

الله لا متناهي فكيف بدأ

سألني احد الملحدين قال انتم تقولون بأن الشيء الغير متناهي باطل اي الشيء الذي ليس له بداية ولا نهاية وتقولون ان الله هو غير متناهي واذا كان لله بداية فمتى بدا


بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بكم اخي الكريم في تطبيقكم المجيب اولا نحن لا نقول ببطلان اللامتناهي مطلقا فهناك لا متناهي في الممكنات كما في العدد او الزمان او المكان فان العدد لا ينتهي برقم محدد فانت كلما عددت رقما يمكنك ان تضيف له اخر الى ما لا نهاية وايضا الزمان ينقسم انقساما لا متناهيا فالساعة مثلا تنقسم الى ستين دقيقة والدقيقة تنقسم الى ستين ثانية والثانية تنقسم الى ستين ثالثة والثالثة تنقسم وهكذا الى ما لا نهاية من الانقسام فالعقل لا يمنع انقسامه وكلما فرضت تقسيما للزمن يفرض العقل امكان ان ينقسم الى غيره وهكذا الى ما لا نهاية وكذا في المكان والجسم فان كل جسم يمكن تقسيمه الى اصغر منه وكلما فرضت تقسيمه فالعقل لا يمنع من امكان انقسامه الى ما لا نهاية وكلما فرضت انقسامه يمكن ان ينقسم وهكذا وهذا اللامتناهي. ثانيا: نحن نقول ان الله تعالى لا متناهي من جهة الازل ومن جهة الابد اي من جهة البداية لا متناهي ولا بداية له ومن جهة النهاية فهو لا متناهي ولا نهاية له فالله تعالى سرمدي لا بداية له ولا نهاية له ولو كان له بداية لما كان هو الخالق اذ من فرض ان له بداية يعني انه يحتاج من يفيض عليه الوجود والله تعالى لا يحتاج الى شيء في اي حال من الاحوال فهو الغني المطلق وكل عالم الوجود مفتقر اليه تعالى وهو مصدر الوجود وحاق الوجود فلم يات زمان عليه لم يكن موجودا وانقل لكم رواية عظيمة عن امير المؤمنين عليه السلام : وروي أنه سئل عليه السلام : ((أين كان ربنا قبل أن يخلق سماء وأرضا ؟ فقال عليه السلام : ( أين ) سؤال عن مكان ، وكان الله ولا مكان ))(التوحيد ، الشيخ الصدوق، ص175). وورد ايضا عن أبي عبد الله عليه السلام قال : جاء حبر من الأحبار إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال : ((يا أمير المؤمنين متى كان ربك ؟ فقال له : ثكلتك أمك ومتى لم يكن ؟ حتى يقال : متى كان ، كان ربي قبل القبل بلا قبل وبعد البعد بلا بعد ، ولا غاية ولا منتهى لغايته ، انقطعت الغايات عنده فهو منتهى كل غاية ، فقال : يا أمير المؤمنين ! أفنبي أنت ؟ فقال : ويلك إنما أنا عبد من عبيد محمد صلى الله عليه وآله))(الكافي ، الكليني ، ج1/ص89 ، ح5). فلاحظ هذه الاجوبة كيف يبين اهل البيت عليهم السلام عظمة الله تعالى وهناك روايات كثيرة من هذا القبيل وكيف يجيب عنها عليهم السلام ويبينون هذه الحقائق فيما يرتبط بالله تعالى. تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله ورعايته

1