بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بكم اخي علي في تطبيقكم المجيب اولا: بعد مراجعة الرواية اتضح انها ليست صحيحة بل مرسلة فان ابان بن عثمان ذكر انه نقلها عمن حدثه عن ابي عبد الله عليه السلام. ثانيا: توجد بعدها رواية ثانية وهي صحيحة السند يبين فيها واضحة في ان الذي اقترح على النبي صلى الله عليه واله هو غير امير المؤمنين عليه السلام ونصها : الكليني عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد عن الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في ابنة الأخ من الرضاع لا آمر به أحدا ولا أنهي عنه وإنما أنهي عنه نفسي وولدي وقال: عرض على رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يتزوج ابنة حمزة فأبى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقال: هي ابنة أخي من الرضاع. فالفظ الوارد في الرواية هو (عرض) فهي ظاهرة انه ليس امير المؤمنين عليه السلام من اقترح او عرض على النبي صلى الله عليه واله ان يتزوج بانة عمه حمزة عليه السلام. وهذه الرواية صحيحة وتلك ضعيفة فتقدم دلالة هذه الرواية على تلك. وكذا روى البخاري بسنده عن ابن عباس قال قيل للنبي صلى الله عليه وسلم الا تزوج ابنة حمزة قال إنها ابنة اخى من الرضاعة))(البخاري ج٦/ص١٢٥) وصحيح مسلم ذكرها بعبارة اخرى ونصها: ((عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم أريد على ابنة حمزة فقال إنها لا تحل لي انها ابنة أخي من الرضاعة ويحرم من الرضاعة ما يحرم من الرحم ))(صحيح مسلم ج٤/ص١٦٥) وكذا رواها احمد بن حنبل في مسنده ج١/ ص٢١٤) وفي مسند ابن الجعد مانصه: ((سئل علي رضي الله عنه عن ابنة الأخ من الرضاعة فقال ذكرت ابنة حمزة للنبي صلى الله عليه وسلم فقال إنها ابنة أخي من الرضاعة))(مسند ابن الجعد ج / ص١٠٠) وايضا وردت عندهم نسبة القول لامير المؤمنين عليه السلام فيتضح من كل هذا ان القائل ليس محددا وواضحا فمرة ينسب لامير المؤمنين واخرى لا تنسب له عليه السلام. وما ورد عندنا صحيحا هو ان عليا عليه السلام قال انه عرض على النبي مما يعني انه لم يكن هو القائل له. ثالثا: حتى لو سلمنا ان عليا عليه السلام هو من قال ذلك لامير المؤمنين عليه السلام فلا يعني انه لم يكن يعلم بل قد يكون سبب سؤاله هو بيان هذه القضية للناس ان النبي صلى الله عليه واله هو احق بها من غيره فهي ابنة عمه ولكنه لا يتزوجها لمانع الرضاعة فهو في الحقيقة سؤال تعليمي وليس سؤالا عن جهل. ثالثا: ان عقيدتنا بعلم الامام بالغيب لا تعني انه يعلم كل شيء من الغيب فهذا لا يكون الا لله تعالى نعم اذا اراد الله تعالى ان يعلمه الغيب فيعلمه ما يرى الله به المصلحة في اعلامه الغيب او يعطيه صلاحية الاطلاع على الغيب فاذا كانت ثمت رواية صحيحة تقول ان الامام لم يكن يعرف قضية ما فليس في هذا ما يقدح في امامته ولا في عصمته فليس هو علام الغيوب وانما هو يعلم بتعليم رسول الله صلى الله عليه واله وبما اودعه الله تعالى فيه من قدرة الاطلاع فليس حتما ولا بد انه يعرف كل غيب كعلم الله تعالى بالغيب وهذه المسالة من المسائل التي تلتبس على البعض وخاصة من غير الشيعة فلا يعرفون العقيدة الحقة عند الشيعة ولا يريدون ان يفهموا العقيدة الشيعية باطارها الصحيح وكل ما يريدونه هو التشنيع على الشيعة باي شي ولو كان باطلا المهم انهم يفتحون افواههم ضد الشيعة ولا يعرفون ان الله تعالى يابى الا ان يتم نوره وما للظالمين من انصار. تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله ورعايته