ذكر ان لا يدخل جنه إلا من كان مواليا الإمام علي ع وانه قسيم جنه ونار إذا فكيف با مسلمين اخرين الدين لا يوالون امام علي ويبغضوبه فا كما نرا شيعه فقط هم الدين يعرفون مكانته امام وهل بيته ويحبونهم وما بال دول اجنبيه الذين اصلا غير مسلمين ويبغضون مسلمين هل هم في نار
عليكم السلام
ان ملخص سؤالكم هو:
هل غير المؤمن(الشيعي الاثنى عشري)
يدخل الجنة ،اذا كان ملتزماً بالعبادات الشرعية ام لا؟
الجواب/
من اهم المسائل العقدية والتي يترتب عليها اثار مهمة جدا ،منها خلق نوع من الوئام والتعايش السلمي في بين المسلمين او خلق جو مشحون ومتوتر بينهم وربما يصل الى الاقتتال ، فلذلك لا بد للباحث ان يقرأ ويحقق في هذه المسألة بروية وان يتجرد عن التعصب والرؤية بعين واحدة.
وهنا نسعى في مقام الجواب ان نعطي رؤية مختصرة جدا ولكن فيها نظرة شمولية لماورد في القرآن الكريم وسنة اهل البيت(ع)فنقول وبه نستعين:
قد جاء في القرآن المجيد{ إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرً(97) إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا (98)
فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا) (99) النساء.
في هذه الايات المباركة حوار بين الملائكة وبين بعض الناس في حال الاحتضار .
ويتحصل من مجموع هذه الايات ان المستضعفين على قسمين .
القسم الاول : المستضعفون الذين عندهم قدرة على التخلص من
الاستضعاف ويستطيعون ان يتخلصوا منه لكن لم يفعلوا فهؤلاء (فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا)
القسم الثاني : هم من المستضعفين أيضاً بدليل الاستثناء,ولكن هم ليس لهم القدرة على التخلص من الاستضعاف (لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا).
ومن الواضح هؤلاء قد اختلف امرهم عن القسم الاول فقال الله تعالى عنهم (فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ) فهم مرجون لامر الله لكن ذيل الاية فيها زرع الامل في نفوسهم فهم للعفو اقرب منه الى العقوبة (وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا)
ومن ذلك فهم العلامة صاحب الميزان
(قده)هذا الرأي حيث قال:
(فالجاهل بالدين جملة أو، بشيء من معارفه الحقة إذا استند جهله إلى ما قصر فيه و أساء الاختيار استند إليه الترك و كان معصية، و إذا كان جهله غير مستند إلى تقصيره فيه أو في شيء من مقدماته بل إلى عوامل خارجة عن اختياره أوجبت له الجهل أو الغفلة أو ترك العمل لم يستند الترك إلى اختياره، و لم يعد فاعلا للمعصية، متعمدا في المخالفة، مستكبرا عن الحق جاحدا له، فله ما كسب و عليه ما اكتسب، و إذا لم يكسب فلا له و لا عليه.
وبعد معرفة ان هنالك قسمان من المستضعفين قسم مأواهم جهنم وساءت مصيرا وقسم مرجون لامر الله وهم اقرب للعفو والغفران .
(و آخرون مرجون لأمر الله إما يعذبهم و إما يتوب عليهم و الله عليم حكيم)
ولنتأمل في روايات اهل البيت هل ذكرت هؤلاء المستضعفين الذين لايستطيعون حيلة ولا يملكون الوسائل لرفع استضعافهم ،وبماذا حكمت عليهم.
رواية صحيحة .عن علي بن سويد قال كتبت الى ابي الحسن موسى ... المزید. وسألت عن الضعفاء من هم ؟
قال : فالضعيف من لم يرفع إليه حجة ولم يعرف الاختلاف – الاختلاف الذي يؤدي الى تزعزع العقائد – فإذا عرف الاختلاف فليس بضعيف .
اذاً اتضح من ذلك كله ان هناك الجاهل القاصروالجاهل المقصر
والجاهل القاصر : هو الذي لم ترفع له الحجة او ان الحجة رفعت له لكن لم تشككه فيما هو عليه فبقي على اعتقاده .
الجاهل المقصر : هو الذي رفعت له الحجة واحتمل ان الحق مع الاخر لكنه لم يتحرى ولم يرفع استضعافه.
فمن لم تقم عنده الحجةاو قامت له الحجة لكنه قاطع بعدم صحتها ،فهذا الصنف معذور لانه من القاصرين.
ومما يؤيد ذلك بعض اخبار اهل البيت(ع)منها:
ففي تفسير العياشي ج1ص286
عن أبى خديجة عن ابى عبدالله عليه السلام قال : " المستضعفين من
الرجال والنساء لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا " قال : لا يستطيعون سبيل اهل الحق فيدخلون فيه ولا يستطعون حيلة أهل النصب فينصبون ، قال : هؤلاء يدخلون الجنة بأعمال حسنة وباجتناب المحارم التى نهى الله عنها ولا ينالون منازل الابرار.
وايضاًرواية صحيحة السند بشهادة الشيخ القمي : حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن علي بن رياب عن ضريس الكناني عن أبي جعفر عليه السلام قال قلت له جعلت فداك ما حال الموحدين المقرين بنبوة محمد صلى الله عليه وآله من المسلمين المذنبين الذين يموتون وليس لهم إمام ولا يعرفون ولايتكم؟فقال: اما هؤلاء فانهم في حفرهم – لايقصد القبر الفقهي بل البرزخي - لا يخرجون منها فمن كان له عمل صالح ولم يظهر منه عداوة فانه يخد له خدا إلى الجنة التي خلقها الله بالمغرب فيدخل عليه الروح في حفرته إلى يوم القيامة حتى يلقى الله فيحاسبه بحسناته وسيئاته فاما إلى الجنة واما إلى النار فهؤلاء الموقوفون لامر الله....)