سعيد ابراهيم محيسن ( 37 سنة ) - العراق
منذ سنتين

التسليم لله تعالى.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. ورد في الحديث الشريف :إذا أراد أحدكم أن لا يسأل ربه شيئا إلا أعطاه فلييأس من الناس كلهم ولا يكون له رجاء إلا عند الله، فإذا علم الله عز وجل ذلك من قلبه لم يسأل الله شيئا إلا أعطاه. ما هو المقصود من ((فلييأس من الناس كلهم ولا يكون له رجاء إلا عند الله)) .. ففي كثير من الأحيان يحتاج الإنسان إلى الآخرين لإنجاز بعض المصالح الخاصة وربما لا يستغني عنهم كالحاجة إلى البناء و الطبيب والتاجر والمعلم و السائق وهكذا و ربما تدفعه الحاجة إليهم بتمنى نجاحها على أيديهم و مما يؤيد ذلك هو اختيار الحاذقين و الماهرين منهم لأن نجاحها على أيديهم أتم .. فهل المقصود هو اليأس من الناس أثناء الدعاء أم اليأس مطلقا حتى في غير حال الدعاء ؟. فما هو الفهم الصحيح والدقيق للحديث الشريف ؟


بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بكم في تطبيقكم المجيب ليس المقصود من الحديث الشريف انه ينقطع عن الناس في ان يساعدوه في شؤونه بحيث هو يقوم بكل شيء متكلا على الله تعالى وانما المقصود ان لا يتعلق قلبه بغير الله تعالى وان مهما كان من يعينه في الخارج فان هذا الذي يعنيه انما هو من الله وبتيسر الله تعالى فلا يرى شيئا الا ويرى الله تعالى قبله ومعه وبعده وان كل شيء يفتقر الى الله تعالى فالمشافي هو الله والرازق هو الله تعالى وان كل ما عند العباد من اي نوع من العطاء والنعيم فهو كله يرجع الى الله تعالى وان الانسان بلغ ما بلغ فانه يفتقر الى ربه فهذا الحال والشعور الانقطاع الحقيقي الى الله تعالى وان لا يستطيع احد من البشر ان يمس شعرة منه او ان ينفعه بشيء الا وهو باذن الله تعالى وداخل تحت مشيئة الباري عز وجل فيترجم في اعماقه عبارة انا لله وانا اليه راجعون فكلنا لله وكل ما عندنا من خير من الله وكل شيء يرجع الى الله ولا ينفذ من سلطانه احد. ومن هنا فمن يعطيه الدواء او رب العمل يعطيه اجوره او اي شخص يساعده فان الاخذ منهم ليس خلاف الانقطاع الى الله تعالى بل ما دام يشعر بان الجميع مفتقر الى الله تعالى فهو منقطع الى الله تعالى. نعم اذا كان يتصور ان بعض العطاء هو من فلان وفلان ولولا فلان وفلان لم اكون بهذه الكيفية ويطلب من الله ان يعطيه وييسر له فان هذا لون من الوان الشرك بالله تعالى وبالتاكيد هذه القضية ليست مرتبة واحدة بل هي مراتب حتى تصل الى مرتبة خفية جدا لا يسلم منها الا ذو حظ عظيم . تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله ورعايته

1