( 22 سنة ) - العراق
منذ سنتين

قساوة بعض الاحكام لا تنسجم مع سماحة الدين

السلام عليكم. هناك ايات مثل قوله تعالى. الزانيه والزاني يجلدون كل واحد منهما مئه جلده ولاتأخذكم بهم رأفه...... سوالي هل هذه العنف عند الله مذوم لماذا الله هكذا يتعامل لماذا هكذا الاسلام ليس الدين الاسلام دين السمحا وهوه سهل اذن لماذا هذه العنف كله.


بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بكم اخي الكريم في تطبيقكم المجيب اولا: ان الله تعالى عالم بكل دقائق الامور وهو يعلم بخفايا الانسان وما يؤدي الى ردعه عن فعل المفاسد وما يؤدي على ترغيبه في فعل المحاسن ((قُلْ أَ تُعَلِّمُونَ اللهَ بِدِينِكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الأَرْضِ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْ‏ءٍ عَلِيمٌ)) (الحجرات:16) ثانيا: ان الله تعالى حكيم في كل ما يصدر منه من تشريع فلا يمكن ان يكون هناك تشريع بلا حكمة منه تعالى فكل ما انزل في هذا الكتاب هو محض الحكمة الالهية وانه ((تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ)) (الزمر:1) ثالثا: مما لا شك فيه ان مقتضى الحكمة الالهية انه يشرع ما فيه مصلحة للانسان فكل الاحكام الشرعية هي لاجل تحصيل المصالح والمنافع ودفع المفاسد عنا وليست لاجل منفعة لله تعالى او لدفع مفسدة عنه فالله تعالى اعظم واجل من ان يحتاج الى شيء حتى يشرع شيئا كي يغتني به وانما هو الغني المطلق عن كل شيء ((يا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَى اللهِ وَاللهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ)) (فاطر:15) اذا اتضح هذا فاذا وجدنا تشريعا ونراه قاسيا فهذا يعني ان الله في علمه يرى ان هذا الفعل والجرم التي تصدر من العبد فيها مفسدة عظيمة ولاجل دفع هذه المفسدة العظيمة فان العقوبة تكون شديدة وقاسية والله تعالى يعلم ان هذا الجزاء لاجل هذه الجرم هو من يردع الانسان عن ارتكاب هذا الفعل القبيح وقد تصل العقوبة الى القتل كما في الزنا للمحصن فان هذا الجرم الذي صدر منه اذا تفشى في المجتمع فان المجتمع يتحول الى حضيرة حيوانات ينزو بعضهم بعضا ولاجل ان يمنع تفشي هذا الفساد المجتمعي لابد من ردع شديد لهذه الجريمة التي ترتكب وبالتاكيد الانسان عندما يشاهد ان هذا الفعل القبيح جزاؤه هو القتل بالتاكيد انه لن يقدم على هذا الفعل وبالتالي تكون هذه العقوبة القاسية هي صيانة للانحرافات الخارجية وتفشي المفاسد الكبيرة التي تؤدي بالمجتمع الى الضياع والفساد وبامكان الانسان ان يقي نفسه شر هذه العقوبات بالامتناع عن هذه الافعال فمن يسرق حقوق الناس ويعتدي عليهم ولا يجد من يردعه فهذا يعني سهولة هذه الجرم على الاخرين ومن هنا ينتشر الظلم والتعدي على الاخرين وما يجر من ويلات ومصائب ومن هنا استدعى ان تكون العقوبة شديدة لمنع انتشار هكذا مفاسد وظلم بين الناس ومع كل هذا فهناك ضوابط كثيرة تذكر لاقامة هذه الحدود وليس كل من ادعى على شخص انه سرق فانه تقطع يده ولا كل من يقال عليه انه زنى يقتل ويرجم بل هناك شروط وضوابط دقيقة لابد من تحقيقها في سبيل اثبات هذه الجرائم فاذا ثبتت فان جزاؤه هو هذا كي يرتدع هو ويرتدع من وراءه ويرتدع من يرى هذا الجزاء جراء ما فعله من الجريمة. والله تعالى بحكمته وعلمه الغيبي يعلم بمكامن القوة والضعف عند الانسان فيشرع ما يحد من تمرد هذا الانسان على الاخرين ولهذا تجد الان انتشار المفاسد والظلم والجرائم الكثيرة والعظيمة التي ما انزل الله بها من سلطان واحد اهم اسباب انتشار هذه المفاسد والجرائم هو عدم الردع الحقيقي في العقوبات التي تشكل حاجزا من انتشار هكذا مفاسد فعندما عطلوا احكاام الله تعالى انتشر الظلم والفساد والجرائم. وسماحة الدين الاسلامي لا تعني التهاون مع المجرمين وبالتالي يؤدي الى انتشار الفساد وبالتالي يكفر الناس بكل الثوابت الاخلاقية ويضيع كل ما اسسه الانبياء ولاسيما خاتم الانبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه واله فالدين ينظم الحياة بشكل تستقر فيه امور الناس ولا يعتدي بعضهم على بعض وبالتاكيد الطريق الناجع والنافع هو ان تشرع شريعة بلحاظ الجرائم فما كان منها مفاسده عظيمة فبلا شك يشرع الجزاء المناسب لها كي يرتدع الجناة عن ارتكاب مثل هذه المعاصي والجرائم, نساله تعالى ان يلطف بنا ويرحمنا وان لا يؤاخذنا بما يفعله السفهاء منا انه ربنا ومولانا نعم المولى ونعم النصير وهو ارحم الراحيمن. تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله ورعايته

1