( 17 سنة ) - العراق
منذ سنتين

غفران الذنوب بالحج

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ما الأثار المترتبة على الحج؟ فهل تُغفر الذنوب جميعاً لمَن يحج؟


وعليكم السلام ورحمة الله و بركاته الله (عزّ وجلّ) فرض على عباده فرائض عدّة، بعضها بدني كالصلاة والصوم، وبعضها مالي كالخمس والزكاة، وجمعهما معاً في فريضة الحج فكان مشتملاً على الواجبات المالية كبذل الهدي، وعلى الواجبات البدنية كالطواف والسعي. وهذا إن دلّ على شيء فإنّما يدل على عِظم هذه الفريضة وأهميتها عند الباري (عزّ وجلّ). ومن الآثار المترتبة على الحج: ١-يغفر الذنوب جميعاً، بل هناك ذنوب مستعصية قد لا تُغفر في غير الحج؛ ولذا ورد أنّ من الذنوب ما لا يُغفر إلّا بعرفات، وإنّما سمّي عرفات بعرفات؛ لأنّه يُعترف فيه بالذنب، فهو محلّ غفرانها ومحوها بإذن الله تعالى، وفي الخبر عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال: "فإذا وقفت بعرفات إلى غروب الشمس، فلو كان عليك من الذنوب قدر رمل عالج وزبد البحر لغفرها الله لك".(الصدوق،الأمالي:ص٦٤٣)، والمراد بالرمل العالج الجبال المتواصلة، المحيطة بأكثر أرض العرب. ٢– يوجب الحسنات ورفع الدرجات إضافة لما تقدّم من غفران الذنوب ومحو السيئات. حتى أنّه ورد أنّ في الطواف والسعي لوحدهما ستة آلاف حسنة، ويحط بهما ستة آلاف سيئة، ويرفع بهما للحاج ستة آلاف درجة. وفي بعض الروايات أنّه أفضل من عتق سبعين رقبة، وفي صحيح لمعاوية بن عمار أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: "لو أنّ أبا قبيس لك زنته ذهبة حمراء أنفقته في سبيل الله ما بلغت ما بلغ الحاج".( البروجردي،جامع أحاديث الشيعة:ج١٠،ص١٧٦)، وأبو قبيس اسم لجبل معروف في مكة يتّصف بضخامته. ٣– يوجب حصول الخير في الدنيا – فضلاً عن الآخرة – وفي صحيح صفوان عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) أنّه قال: "مَن حج حجتين لم يزل في خير حتى يموت".(الصدوق،مَن لا يحضره الفقيه:ج٢،ص٢١٦). ٤– يوجب الغنى والزيادة في الرزق والصحة في البدن، فعن رسول الله(صلى الله عليه وآله) قال: "حجوا تستغنوا".(الحر العاملي، وسائل الشيعة:ج١١،ص٣٤٥). وعن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): "الحج والعمرة ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد".( الحر العاملي، وسائل الشيعة:ج١١،ص٣٤٥). والكير: هو ما يبنيه الحدّاد من الطين ليحمي الحديد فيه. ٥– يعوّض عليه ما بذله من المال، بل في بعض الروايات: إنّ الله تعالى يعوّضه بأكثر ممّا بذل وهذا هو المؤمل من كرم الله (عزّ وجلّ) اللا محدود، وفي الخبر عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: "الحاج وفدُ الله إن سألوه أعطاهم، وإن دعوه أجابهم، وإن شفعوا شفّعهم وإن سكتوا ابتدأهم، ويعوّضون بالدرهم ألف ألف درهم".(الطوسي، تهذيب الأحكام:ج٥،ص٢٤). ٦– يحفظ في أهله وماله، ففي الخبر عن الإمام زين العابدين علي بن الحسين (عليه السلام) أنّه قال: "حجوا واعتمروا تصحُّ أبدانكم، وتتسع أرزاقكم، وتكفون مؤونات عيالاتكم، وقال: الحاج مغفور له، وموجوب له الجنة، ومستأنف له العمل، ومحفوظ في أهله وماله".(الكليني،الكافي:ج٤،ص٢٥٢). ٧– يرفع عنه مكاره الدنيا وأهوال الآخرة، فعن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: "عليكم بحج هذا البيت فأدمنوه فإنّ في إدمانكم الحج دفع مكاره الدنيا عنكم وأهوال يوم القيامة".(الريشهري،ميزان الحكمة:ج١،ص٥٣٤). ويظهر من الخبر المذكور أنّ هذا الأثر مترتب على إدمان الحج وتكراره. وغيرها من الآثار الكثيرة. دمتم في رعاية الله

1