الامامة
ماهو مفهوم الامامه فى الفكر الشيعى ؟
البيان النبوى يوم حجه الوداع
ويتسلسل الفكر الشيعى فى الاحتجاج والاستدلال على ان الامامه عهدومسووليه نبويه، كان الرسول(ص) قد حدب على صياغتها وتعريفهاللامه، واعدادها فكريا ونفسيا لاستقبال هذا المبدا الخطير بعد حياتهالمباركه.
فكانت حجه الوداع، وكان الخطاب والبيان النبوى فى اليوم الثامن عشرمن ذى الحجه حين جمع الحجيج قبل ان يفترقوا فى موقع يدعى غديرخم، فوقف خطيبا مبلغا آخر عهوده. اخرج الامام احمد بن حنبل ذلك المشهد التاريخى الخالد قائلاحدثنا عبد اللّه حدثنى ابى حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمه حدثناعلى بن زيد عن عدى بن ثابت عن البراء بن عازب قال: كنا مع رسولاللّه(ص) تحت شجرتين، فصلى الظهر، واخذ بيد على( رضىاللّه عنه )، فقال: الستم تعلمون انى اولى بالمومنين من انفسهم؟ قالوا: بلى، قال: الستم تعلمونانى اولى بكل مومن من نفسه؟ قالوا: بلى، قال: فاخذ بيد على، فقال: منكنت مولاه فعلى مولاه، اللهم وال من ولاه وعاد من عاداه. قال: فلقيه عمر بعدذلك، فقال: هنيئا ياابن ابى طالب، اصبحت وامسيت مولى كل مومنومومنه. قال ابو عبدالرحمن: حدثنا هدبه بن خالد حدثنا حماد بنسلمه عن على بن زيد عن عدى بن ثابت عن البراء بن عازب عنالنبى(ص) نحوه).
واخرج النسائى عن زيد بن ارقم قال: (لما رجع رسول اللّه عن حجهالوداع ونزل غدير خم، امر بدوحات فقممن، ثم قال: كانى دعيت فاجبتانى قد تركت فيكم الثقلين، احدهما اكبر من الاخر، كتاب اللّه، وعترتى اهل بيتى،فانظروا كيفتخلفونى فيهما، فانهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض. ثم قال: ان اللّه مولاى،وانا ولى كل مومن، ثم اخذ بيد على فقال: من كنت وليه، فهذا وليه، اللهم والمن والاه وعاد من عاداه).
وتاسيسا على ذلك كله آمن فريق من الصحابه ان عليا هوالاولىبالخلافهوالامامه، منطلقين منتلك الاستفادات، ومن فهمهملكلمه (الولايه) الوارده فى قوله تعالى: (انما وليكم اللّه ورسوله والذينامنوا الذين يقيمون الصلاه ويوتون الزكاه وهم راكعون).
وفى قول النبى(ص): (من كنت مولاه فعلى مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد منعاداه).
فقد فهموا من كلمه الولايه هذه: انها تفيد ولايه الامر والخلافه والامامه،لاسيما وانها اقترنت بايضاح الرسول: (الستم تعلمون انى اولى بالمومنين منانفسهم).
وبتعقيبه: (من كنت مولاه فعلى مولاه). فامنوا ان ذلك يعنى نقلصلاحيته(ص) -باعتباره ولى امر المسلمين لعلى من بعده. واستجابه لهذاالفهم والبيان تكتلوا حول على وكانوا شيعه له، فقد راوا فيه الاماموالمرجع الفكرى للامه.
كما استدل لامامه على(ع) برفضه لبيعه الخليفه ابى بكرفى السقيفه،والمطالبه بالخلافه والامامه كحق من حقوقه.
وبنى الاستدلال على ان عليا هو من عرف المسلمون ايمانه وزهده فىالدنيا وجهاده فى المواقع كلها. فلو لم يكن يرى حقا خاصا له بالامامهلما احتج على بيعه السقيفه، ولما اعلن مطالبته بالخلافه، ولرضى بنتائجالسقيفه عند سماعها.
وكما كان هذا موقف على(ع) وفريق من الصحابه، كانراى فريق آخر: ان ماجاء فى بيانات الرسول والقرآن الكريم، لايستفادمنه ثبوت الولايه والامامه لعلى. وانكلمه الولايه -التى وردت فى كتاب اللّه وبيان الرسول فى حجهالوداعانما تعنى الحب والنصره والموده، وليس ولايه الامر وخلافهالنبوه، ولذا راوا من حقهم ان يختارواشخصا آخر. ويقدم الشهيد الصدر تفسيرا لمواقف الصحابه الذيناختاروا غير على للخلافه، بنشوء اتجاهين مدرسيين وسط الصحابهعلى عهد رسول اللّه(ص) وهما:
1 - اتجاه يتقيد بالنص فى كل مجال من مجالات الحياه، ولا يرى منحق احد بعد البيان النبوى ان يجتهد مقابل النص، سواء فى مجالالعباده او السياسه او شوون الحرب