قال الإمام الحسين (عليه السلام): { إياك وما تعتذر منه ، فإن المؤمن لا يسيء ولا يعتذر، والمنافق كل يوم يسيء ويعتذر} ممكن جواب لهذا المقوله لسيد الشهداء عليه السلام ؟
لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه بالاعتذار عما يصدر منه من إساءة بقول أو فعل ؛ لأن الاعتذار فيه شيئ من التوسل والخضوع والتذلل للمعتذَر منه , فان هذه الامور لا تناسب المؤمن , بل أن الاسلام يريد المؤمن أن يكون عزيزا دائما , قال تعالى : (( وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ )) [المنافقون/ 8 ]
فمن الامور التي تكمّل إيمان المؤمن هو عدم اذلاله نفسه فلا يوقع نفسه في أمور تلجأه الى اذلالها بالاعتذار , بخلاف المنافق الذي غالبا ما يكون متملقا , فإنه يلجأ الى الاعتذار والخضوع والتذلل لتغطية ما ينكشف من نواياه السيئة.
و يمكن القول أن من علامات المؤمن أنه لايسيئ لإخوانه المؤمنين ثم يعتذر منهم ثم يسيئ ويعتذر وهكذا بل أنها من علامات المنافق .
ولا ينبغي أن يفهم بأن المؤمن لا يعتذر لأحد أبدا , فأن ذلك من التكبّر وهو مذموم ايضا , فالتواضع من صفات المؤمنين قال تعالى : ((أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ )) [المائدة/54] , بل لعل المراد الاقرب هو أن لايكون المؤمن كثير الاعتذار بسبب كثرة الاساءة للآخرين فإن ذلك قد يكون سببا لإخراجه من ساحة المؤمنين .
وَالْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَصَلَّى اللهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الْطّاَهِرِين ... المزید