طالب العلم ( 18 سنة ) - العراق
منذ سنتين

الكذب في الوعيد

تذكر الكتب ان الامام علي {عليه السلام} كان اذا ما اراد ان يبلغ الناس و يذكرهم بدفع الزكاة كان يخطب بهم ان من لم يدفع سأفعل به كذا و كذا و يستخدم لغة ترهيبة كي يجعلهم يظنون انه شديد و لا يجامل في مسألة الزكاة و عندما ينفض جمع الناس يجتمع بجامعي الزكاة و يآمرهم باللين و ان يجمعوها من الناس طواعية و ليس بالجبر و الغلظة و القسوة و هنا تتجلى منزلة الامام الرحيمة بالناس فـ نعم الأمير و نعم المدافع و الوصي لرسول ﷲ {صلى الله عليه وآله وسلم} و لكن اليست هذه كذبه؟ اقصد اليس قوله للناس انه سيفعل كذا و كذا و هو لن يفعل فقط لغرض الترهيب ثم عند جمع الزكاة لا يجبرهم؟ يعني هل الأمام يكذب على الناس؟ هل هذا النوع من الخطاب من انواع الكذب الحلال كي يهاب الناس الحاكم لمصلحة الدوله و الناس لكي تبقى هذا الدولة قائمة بالضرائب (الزكاة) يعني الامام ما يجبر الناس و الي يدفع ما مجبور و الي ما يدفع بكيفه لكن هل يعتبر قول الامام و انكاره لقوله لمصلحة الناس كذباً؟ فـ الامام بمنزلة العصمة و عصمته كبرى لا صغرى


بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بكم في تطبيقكم المجيب على مستوى اطلاعي ومتابعتي لكلمات المولى امير المؤمنين لم اجد هذا اللون من التهديد بانه سيفعل كذا بهم نعم يحذرهم من عواقب عدم دفع الصلاة وما لها من العواقب الدنيوية والاخروية وهذا من جهة الناس واما من جهة عماله على جباية الزكاة فانه بمقتضى انهم عمال في اداء العبادة فيوصيهم بما تفضل به جنابكم وعلى فرض ان الامام صدرت منه هذه الكلمات التي اشار اليها جنابكم الكريم فليس هذا من الكذب فالكذب هو ان تخبر بشيء واقع في الخارج وهو لم يقع كما لو اخبرت بان السماء تمطر وهي لا تمطر وانت تعلم انها لا تمطر فهذا من الكذب اما ان تقول لودك مثلا انك ان لم تصل الصبح فانه لن اعطيك المال غدا واتفق انه لم يصل يومها ومع ذلك اعطيته المال فليس هذا من الكذب وانما اردت ان تحذره من شيء يحبه لعله ينتبه لنفسه ويؤدي هذا الشيء المهم وهذا له مثيل قراني مع الله تعالى فان الله تعالى يحذر من ارتكاب المعصية وان له عذاب اليم ولكن الباري يعلم ان هذا العاصي مثلا سوف يغفر له ويتجاوز عن ذنبه ولا يدخله النار فقول الله تعالى في التحذير من الذنب وانه يستحق النار لا يعني انه كذب علينا عندما لا يعذب هذا العاصي وبعبارة ادق ان الوعيد بالعذاب هو داخل في دائرة الاستحقاق ولا يعني انه فعلا سوف يعاقبه بل القضية راجعة الى اعتبارات وحسابات في وقتها ويكفي في حكمة الوعيد انه يشكل رادعا عند السامع ان يبتعد عن المعصية والمخالفة وان كان في قرارة نفسه انه لن يعاقبه فعلا فهذا لا يعد من الكذب ولا يعد من العبث واللغو لما ذكرته لجنابكم الكريم من وجها للحكمة فيه. تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله ورعايته

1