أختي الفاضلة قد يثار في بالك سؤالاً وهو لماذا يتلفظ الزوج في بعض الأحيان ألفاظاً جارحة؟.. قبل أن أجيبك أبين لك شيئاً وهو أنّ الكلمات الجارحة بمثابة سهم يصيب القلب فيجرحه ولا يلتئم هذا الجرح أبداً، وإذا إلتئم فقد يكون أثره الباقي مؤلم على مدى طويل من الزمن، وأنا وأنت نتفق بأنّ الألم يكون شديداً إذا كان هذا السهم صادراً من لسان أقرب الناس إلينا وهو الزوج؟
عزيزتي أحياناً نرى بعض النساء يشتكين من أزواجهن رغم أنهم مؤمنين، قائلات أنهم يقولون لنا كلاماً جارحاً لأتفه الأسباب، ويشتكين بأنهم أحياناً يتجاهلون مشاعرهن، وبالتالي يبدأن بالتوهم بذهاب المودة والإحترام، وهذا الأمر يؤدي إلى توتر الجو الأسري.. وعندما نسأل الزوجة لم لا تحاولي وضع حد لهذه المسألة وتُبعدي زوجك عن مضايقتك بإسماعك في بعض الأحيان الكلمات الجارحة والمزعجة، فتُجيب ليس لي يدٌ في تطاوُله وسرعة غضبه، وأنا أعجز عن تليين قَسوة قلبه، وتغيير أسلوبه معي.
وهنا أسألك عزيزتي الزوجة هل تظنِّين أنَّ الزوج يتلفظ كلَّ هذا وقد أعطيتيه كلَّ ما يريد من المحبَّة والاحترام وتربية الأولاد وأداء واجباتك البيتية، وحُسن تعامُلك معه والتجمُّل له، وغير ذلك من حقوق الزوج التي فرضها الله تعالى عليك، فإن إعطيته حقوقه هل يُعقل أنْ يُقابل رعايتك ومحبَّتك وجمال روحك، وحُسن عِشرتك بمثْل هذه الأخلاق، وهو الرجل الدَّيِّن الخلوق؟ بالتأكيد ستتفقين معي بالإجابة لا، فعندها أقول لك تأملي أيتها الزوجة المحترمة حالك جيِّدًا، وفكِّري في تصرُّفاتكِ، وسُلوككِ معه قبل أنْ تفكِّري في حَقِّكِ عليه وتذكري أنَّ حُسن الخلق والتعامُل الطيب حلوُ النتائج أيًّا كان مَن نتعامل معه.