( 29 سنة ) - العراق
منذ سنتين

الحياة الزوجية

ما هو حق الزوجة على زوجها ؟


لقد أولت الشريعة الاسلامية الزوجة عناية كبرى ومنحتها حقوقها المادية والأدبية إزاء حقوق الزوج عليها، مشرعة ذلك على أساس الحكمة والعدل ورعاية مصلحة الزوجين وخيرهما معاً وهي أمور: 1-النفقة: وهي حق محتم على الزوج يجب أداؤه اليها وتوفير حاجاتها المعيشية من الملبس والمطعم والمسكن ونحو ذلك من مستلزمات الحياة حسب شأنها وعادتها. والنفقة حق معلوم للزوجة تتقاضاه من زوجها وإن كانت ثرية موسرة لا يسقط إلا بنشوزها وتمردهاعلى الزوج وليس له قسرها على الخدمات المنزلية أو إرضاع طفله إلا أن تتطوع بذلك عن رغبة وإيثار وقد ينازع البخل بعض النفوس فتنزع الى الشح والتقتير على العيال متغاضية عن أشواقهم ومآربهم ومن هنا جاءت أحاديث أهل البيت(عليهم السلام) محذرة من ذلك الامساك، مرغبة في البر بهم والتوسعة عليهم، فقال موسى بن جعفر (ع) : " عيال الرجل أسراؤه فمن أنعم الله عليه نعمة فليوسع على أسرائه فمن لم يفعل أوشك أن تزول تلك النعمة..". 2- حسن العشرة: والزوجة أنيسة للرجل وشريكة حياته تشاطره السراء والضراء وتواسيه في الافراح والاحزان وتنفرد بجهود شاقة مضنية من تدبير المنزل ورعاية الاسرة ووظائف الامومة..فعلى الرجل أن يحسن عشرتها ويعاملها بالرفق والمداراة تلطيفاً لمشاعرها ومكافأة لها على جهودها وذلك مما يسليها ويخفف متاعبها ويضاعف حبها وإخلاصها لزوجها. وقد يستبد الصلف والغرور ببعض الأزواج فيعتقدون أن قوة الشخصية وسمات الرجولة لا تبرز فيهم إلا بالتحكم بالزوجة والتجهم لها والتطاول عليها بالاهانة وتلك خلال مقيتة تنم عن شخصية هزيلة معقدة تعكر صفو الحياة الزوجية وتنغص الهناء العائلي والمرأة بحكم عواطفها ووظائفها مرهفة الاحساس سريعة التأثر قد تسيء الى زوجها بكلمة نابية أو تقريع جارح صادرين عن ثورة نفسية، فعلى الرجل أن يضبط أعصابه ويقابل إساءتها بحسن التسامح والإغضاء لتسير سفينة الاسرة آمنة مطمئنة في محيط الحياة لا تزعزعها عواصف النفرة والخلاف. فإذا تمادت المرأة في عصيان زوجها وتمردها عليه فعليه أن يتدرج في علاجها وتأديبها بالنصح والارشاد فإن لم يجدها ذلك نفعاً ضربها ضرباً تاديبياً مبرءاً من القسوة والتشفي الحاقد ، قال تعالى: (( واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً)).. كذلك من واجبات الزوج الحماية والزوج بحكم قوامته على الزوجة ورعايته لها مسؤول عن حمايتها وصيانتها عما يسيئها ويضرها معنوياً ومادياً وعليه أن يكون غيوراً عليها صائناً لها مما يشوه سمعتها ويثلب كرامتها من الاختلاط المريب ومعاشرة المريبات من النساء، وعلى المرء أن يحمي زوجة وأسرته من دسائس الغزو الفكري ودعاياته المضللة. إنَّ الرحمة كلمة صغيرة ولكن بين لفظها ومعناها مثل الفرق بين الشمس في مظهرها والشمس في حقيقتها فالبذور التي تلقى في الارض لا تنبت إلا إذا حرثت تربتها وجعل عاليها سافلها، والقلب كذلك لا تبلغ منه الموعظة إلا إذا داخلته وتخللت أجزاؤه وبلغت سويدائه ولا محراث للقلب غير الرحمة وهي أساس المودة فجعلتا ركيزتين للبناء الاسلامي في جميع اتجاهاته وجميع صوره. وكما جاء في قوله تعالى: ((وجعلنا بينكم مودة ورحمة)) فالرحمة إذن هي قوة الجاذبية في هذا العالم هذا القانون الذي يقوم العالم على أساسه مثلما تقوم الاسرة والبيت والمجتمع على أساس الرحمة والمحبة وكثير منا يخلط بين الرحمة والغفران والرحمة والعدل والرحمة والمحبة. فالرحمة أكثر من الغفران فإن غفران الله لذنوبنا وخطايانا يفيض من رحمته فالله تعالى رحيم بنا حتى عندما نخطئ ونرتكب المعاصي فالغفران يكون بوجود المعصية على عكس الرحمة التي تؤدي بنا الى غفران الله تعالى ورحمته. ومن منطلق هذا الكلام أن الرحمة إذا دخلت قلب الزوجين كما أرادها الله تعالى وبينها في كتابه العزيز: (وجعلنا بينكم مودة ورحمة). فإن الحياة الزوجية الاسرية ستنغمر بالسعادة والعطاء والمودة وبالتالي ينجم عن ذلك بيت سعيد خال من كل منغصات الحياة التي تودي بكثير من البيوت الى مهاوي التعاسة والظلام..وبالتالي أيضاً يؤدي ذلك الى الفرقة وهذا كله سينعكس سلباً على باقي أفراد البيت من أطفال وأولاد فيعم التشتت والانهيار في مقومات الأسر في المجتمع لذلك فإن الواجبات الزوجية إذا تبادلت بين الزوجين بشكل تام وكما أراده الاسلام ديننا الحنيف.

10