logo-img
السیاسات و الشروط
( 21 سنة ) - ايسلندا
منذ 5 سنوات

إهداء ثواب الأعمال إلى النبي وآله صلوات الله عليهم

١- هل يجوز قراءة سورة الفاتحة وإهداء ثوابها إلى أرواح النبي والأئمة (عليهم السلام)؟ ٢- هل هم بحاجة لهذا الثواب؟


حسب رأي السيد السيستاني

١- يجوز إهداء ثواب العمل إلى الأحياء والأموات في الواجبات والمستحبات ــ كما ورد في بعض الروايات وحُكي فعله عن بعض أجلاء أصحاب الأئمة (عليهم السلام) ــ بأن يطلب من الله سبحانه أن يعطي ثواب عمله لآخر حياً أو ميتاً. فيجوز قراءة سورة الفاتحة وغيرها، ثمّ إهداء ثوابها إلى النبي وآله صلوات الله عليهم. ٢- في احتياج النبي وآله (صلوات الله عليهم)إلى الثواب قولان: الأول : أنهم ليسوا بحاجة إلى أعمالنا الخيرية؛ لكي تكون رافعة لمقاماتهم ومنازلهم، فهم أرفع شأناً وأجلُّ قدراً من أن تكون أدعيتنا وأعمالنا الخيرية سبباً لترقية درجاتهم وعلو منازلهم، بل إن نواياهم الصافية وعباداتهم ويقينهم بالله تعالى هو ما ميّزهم عن غيرهم من الأنبياء والملائكة وعامة عباد الله الصالحين، فغيرهم محتاج إليهم وهم مستغنون عن غيرهم، وعليه فالصلاة عليهم والدعاء لهم لا يعود نفعه إليهم بل نفعه راجع إلينا فيرضى عنا المعصوم (عليه السلام)؛ لصلاتنا عليهم ودعائنا لهم، وبالتالي نترقّى في درجاتنا وتعلو مقاماتنا، فالنبي(صلى الله عليه واله) والأئمة(عليهم السلام) لا ينقصهم شي‏ء حتى تزيدهم‏ صلواتنا شيئا، وإنما هي طلب من الحق في رفع مقامنا؛ لأن نرقى الى مقامهم ‏ونتعرف على أسرارهم .. فعباداتهم لله تعالى هي العلّة الرئيسية في علو درجاتهم، وليس هناك علة أخرى سابقة عليهم أو لاحقة لهم تسمو بهم إلى المعالي. وقد أشار إمامنا الهادي (عليه السلام) إلى ذلك بقوله الشريف في الزيارة الجامعة الكبيرة المقدسة:" وجعل صلاتنا عليكم وما خصّنا به من ولايتكم طيباً لخلقنا وطهارة لأنفسنا وتزكية لنا وكفّارة لذنوبنا ... المزید". كما ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام): (... وبالصلاة تنالون الرحمة, فأكثروا من الصلاة على نبيّكم وآله, (( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيهِ وَسَلِّمُوا تَسلِيماً )) (الأحزاب:56) ). بحار الأنوار 91/48. الثاني: يَجُوزُ إهْدَاءُ ثَوَابِ سُورَةِ الْفَاتِحَةِ مثلاً إِلَى النَّبِيِّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلهِ) وَالْأئِمَّةِ الْمَعْصُومِينَ (عليهم السلام)، فَهُوَ بِالنِّسْبَةِ لِلْمَعْصُومِينَ دُعَاءٌ بِرَفْعِ الدَّرَجَاتِ لَهُمْ، مضافاً إلى أنها سببٌ في ترقّي درجاتنا وعلوِّ مقاماتنا. فهم (عليهم السلام) يتكاملون كما دلّت بعض الأدعية، منها: ما ورد في مصباح الشيخ الطوسي(قدس سره) في أدعية يوم الجمعة ورد: (اللهم صلّ على محمد عبدك ورسولك ونبيّك وصفيّك صلاة تامة نامية زاكية ترفع بها درجته وتبيّن بها فضيلته...). مصباح المتهجد، الشيخ الطوسي، الصفحة: ٣٨٣

13