( 18 سنة ) - العراق
منذ سنتين

بر الوالدين

هل يجب بر الأم ولو كانت نصرانية ؟


وصية الإمام الصادق ع : بر الأم ولو كانت نصرانية كان زكريا بن إبراهيم من المستبصرين المسلمين الجدد الذي عاش في زمن حياة الإمام الصادق (عليه السلام). قال زكریا بن إبراهیم: كنت نصرانیاً فأسلمت و حججت فدخلت على أبی عبد اللّه (علیه السلام) فقلت: إنّی كنت على النّصرانیة و إنّی أسلمت. فقال (علیه السلام): و‌ای شی‏ءٍ رأیت فی الإسلام؟ قلت: قول اللّه عزّ و جلّ «ما ?نت تدری ما الكتاب و لا الإیمان و لكن جعلناه نوراً نهدی به من نشاء»/ (سورة شوری، الآیة 52). فقال الإمام (علیه السلام): "لقد هداك اللّه" ثمّ قال: اللّهمّ اهده ثلاثاً، سل عمّا شئت یا بنی. فقلت إنّ أبی و أمّی على النّصرانیة و أهل بیتی و أمّی مكفوفة البصر فأ?ون معهم؟ ... فقال (علیه السلام): "لا بأس فانظر أمّك فبرّها فإذا ماتت فلا تكلها إلى غیرك ?ن أنت الّذی تقوم بشأنها .." فقال زكریا: فلمّا قدمت الكوفة ألطفت لأمّی و كنت أطعمها و أفلی ثوبها و رأسها و أخدمها، فقالت لی: یا بنی ما كنت تصنع بی هذا و أنت على دینی فما الّذی أرى منك منذ هاجرت فدخلت فی الحنیفیة؟ فقلت: "رجلٌ من ولد نبینا أمرنی بهذا" فقالت: "هذا الرّجل هو نبی؟" فقلت: "لا و لكنّه ابن نبی." فقالت: "یا بنی إنّ هذا نبی إنّ هذه وصایا الأنبیاء" فقلت: "یا أمّه إنّه لیس یكون بعد نبینا نبی و لكنّه ابنه" فقالت: "یا بنی دینك خیر دینٍ اعرضه علی"، فعرضته علیها فدخلت فی الإسلام و علّمتها فصلّت الظّهر و العصر و المغرب و العشاء الآخرة. قال زكریا: ثمّ عرض لها عارضٌ فی اللّیل، فقالت: "یا بنی أعد علی ما علّمتنی" فأعدته علیها فأقرّت به و ماتت. في صباح الغد قام زكريا بن ابراهيم لما أمره الإمام ، فصلّى بها و جهّز دفنها. لقد وصّى الإمام الصادق (عليه السلام) زكريا أن يقوم بهذا التصرف مع والدته النصرانية. و الآن كيف نتعامل نحن مع وصية الإمام في زماننا؟ وهل نتعامل مع آبائنا و أمهاتنا وفقاً لوصايا الأنبياء؟! المصدر: أصول الكافي للكليني- كتاب الإیمان والكفر

1