( 18 سنة ) - العراق
منذ سنتين

نرجس

ممكن ملامح عن حياة السيدة نرجس (عليها السلام) ؟


(عليها السلام) الاخـــتــيــار الإلــهـــي [1] في مجاهيل السرمدية، ومنذ الأزلية، كانت تلك "المرآة الخالدة" هي (الانتخاب الإلهي الكبير)، وكانت (الوحيدة) من بين كافة سكان الكرة الأرضية التي ( اختارها) رب العالمين، للاضطلاع بواحدة من بين أعظم المسئوليات الإلهية الكبرى التي يدور مدارها، لا مصير سكان الأرض فحسب، بل مصير كافة العوالم والمخلوقات الإلهية على الإطلاق. فلقد اطلع الله تعالى ـ بعلمه الأزلي المحيط ـ على كافة ما يضمره الغيب ويلفه العدم حينذاك ، واختار ـ بحكمته النافذة في عمق الأشياء والعلائق والترابطات والتي لا يعقل ان تزيغ قيد شعرة عن (وضع الأشياء مواضعها) ـ من بين كل المخلوقات تلك المرأة المعجزة، التي حظيت بذلك الوسام الرباني العظيم و( الثقة) والعناية الإلهية الكبرى. أنها والدة خاتم الأوصياء [2] والحبل المتصل بين الأرض والسماء ومن بيمنه رزق الورى وبوجوده ثبتت الأرض والسماء أنها (السيدة نرجس حفيدة قيصر ملك الروم )!. وهل يعقل ان يكون الاختيار الإلهي إلا نابعاً عن حكمة للمتناهية؟. وهل يمكن ان يكون انتخاب الله جل وعلا لتلك المرأة الخالدة من بين كافة نساء الأرض، لتكون أم الإمام المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف) والمؤتمنة عليه والكفيلة به، هل يمكن ان يكون ذلك دون العلم الشامل المحيط بأنها (أكفأ وأفضل)؟ من يصلح لذلك المجد العظيم الخالد والشرف الكبير الأبدي؟! ودون امتلاكها لسلسلة من المواصفات والمزايا الفريدة؟. وهل يعقل ان تنعقد نطفة ولي الله الأعظم (عجل الله تعالى فرجه الشريف) من غير والد كالإمام الحسن العسكريu ومن غير والدة كالسيدة نرجس(عليها السلام). وإذا كانت الجينات الو راثية بما تحمله من خصائص، تترك بصمتها على الوليد مدى الحياة، و إذا كان الجنين ( يتغذى) طوال تسعة اشهر من والدته مباشرة، و إذا كانت (الحالات الجسمية والروحية) للوالدة، ذات تأثير كبير ـ سلباً أو إيجابا ـ على الحمل، فان من الطبيعي ان يختار الله لوليه الأعظم الذي قدر له ان يكون (طاهراً مطهراً من جميع الجهات) وان يكون الأنموذج الإلهي الأسمى والمثال الأعلى لكافة الكائنات: اُماً مثالية ومن كافة الجهات، وهذا ـ كما سنرى ـ هو ما يشهد به التاريخ والروايات أيضاً، وكما (يحكم به العقل أو يدركه) [4] وكما تنطق به الفطرة ويركن إليه الضمير ويطمئن به الوجدان. وإذا كانت السيدة نرجس (عليها السلام) هي ذلك الأنموذج الرباني وهي تلك (ألاُم المثالية) فما أخرانا بان نقوم بعملية التعرف على صفحات من حياة هذه السيدة العظيمة، والاستضاءة بأنوارها وإشعاعاتها الإلهية، وان نتخذ منها ومن مدرستها خير أسوة وقدوة في مختلف شؤون الحياة وفي شتى المواصفات والجهات؟. وألا يجدر بنا ان نحيي ذكراها ومسيرتها في قلوبنا وضمائرنا وعقولنا وعلى شفاهنا وأقلامنا ؟. وألا يجدر بنا ان نكتب عنها الكثير من الكتب، ونسجل عن حياتها وعظمتها ومدرستها الملايين من الأشرطة، وان نسمي باسمها المبارك المؤسسات والشوارع و المدارس وغيرها؟. وإذا كان المسيحيون يجلون السيدة مريم (عليها السلام) اكبر إجلال ويحيون ذكراها اكبر إحياء، ويملأ ون منها البيوت والكنائس وغيرها ـ رغم الفكرة غير الدقيقة التي يملكوها عنها ـ فان علينا ان نقوم بأحياء ذكرى والدة الإمام الحجة الحي القائم(عجل الله تعالى فرجه الشريف) بما لا يقل عما يجب ان نقوم به من إجلال وإكبار للسيدة مريم (عليها السلام). وهذه الصفحات قد تكون محاولة متواضعة وبدائية جداً للتعرف على بعض تلك الاشراقات ولاكتشاف بعض هاتيك الصفات. أنها (رحلة) سريعة إلى عالم الطهر والمثالية، إلى آفاق المواصفات النموذجية، إلى قمة المجد وحظيرة القدس … ________________________________________

2