logo-img
السیاسات و الشروط
مُحمّد الحُسيني ( 19 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

حبّ أهل البيت عليهم السّلام

السّلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه، شيخنا الأستاذ حيّاكُم الله تعالىٰ وبيّاكُم.. وردتْ روايات كثيرة عن رسول الله صلّىٰ الله عليه وآله في الحث علىٰ حبّ ومودّة الأئمة من أهل البيت عليهم السّلام ، وأيضاً وصفتْ هذه الروايات عدم حبهم وعدم مودّتهم -عليهم السّلام- معصيّة وإثم ونفاق و ما إلىٰ ذلك ، بلّ بعضها قالتْ بأنّ غير المُحبّ لهم -عليهم السّلام- هو ابن زنا وابن حيض و ما إلىٰ ذلك... ومِنَ المعلوم أنّ المودّة والحبّ هما أمران لا إراديان و لا يستطيع الإنسان التحكم بهما ، وأيضاً تصنّعهما أمر مرفوض وهو غير نافع أكيداً... فكيف يكون ذلك ؟! وفي المقام أسئلة : ١) ما حكم مَن لا يحبّ أهل البيت عليهم السّلام ؟ قائلاً : الحبّ ليسَ إجبارياً... ٢) ما حكم مَن أحبّ أهل البيت عليهم السّلام وهو مُجبر عليه خوفاً مِن أن تنطبق عليه الصفات السيئة الواردة في الأخبار ؟ ٣) كيف يمكن أن يحبّ أهل البيت عليهم السّلام فعلاً ؟ ودُّمتُم موفقين...


بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بكم اخي الكريم في تطبيقكم المجيب صحيح كما تفضل جنابكم الكريم نفس الحب ونفس البغض قضية غير ارادية وليست هي بيدنا ولكن مقدمات الحب والبغض بيدنا فمثلا عندما اسمع بشخصية مثل علي بن ابي طالب وان لا اعرفه ابدا والان سمعت باسمه فاني لا اشكل تجاهه اي حالة حب او بغض وهذا شيء واضح في كل شيء اجهل به ولكن لو بدات بالبحث والفحص عن هذه الشخصية ووجدت ان كل معاني الانسانية يحملها هذا الشخص ووجدته يحمل كل معاني الحب والعطف على الفقراء والايتام ووجدته يمتلك علما لا يوجد عند غيره ووجدته يملك خلقا ما رايته عند غيره ووجدته حكيما الى ابعد مستوى الحكمة في الرجل وما من شيء جميل في الانسان الا وجته في هذا الشخص فهنا بلا شك سوف اميل اليه ويشتد هذا الميل الى حالة الحب بل قد تتجاوز حالة الحب الى حالة الذوبان في كل سماته الطيبة فالقلب يميل الى معاني الخير والجمال ويذوب كلما كانت هذه المعاني ذائبة في شخص والان ناخذ مثالا اخر لو سمعت بشخص اسمه يزيد بن معاوية ولم اكن اعرف عنه اي شيء فهذا الاسم لا يشكل لي اي حالة انفعال عاطفي لا سلبا ولا ايجابا وذهبت وبحثت عن هذه الشخصية ووجدت انه متصف بكل صفات الخسة والنذالة والظلم وانه امر بتقل اشخاص بريئين ليس لهم الا انهم يرفضون الجانب السيء في هذا الشخص وانه قطّع رؤوسهم وحمل هذه الرؤوس على الرماح تدور في البلدان وانه اعتدى على النساء وهتك حرمتهن وان لم يسلم منه حتى طفل رضيع قتله جيشه وعلمت انه يزني وانه يشرب الخمر ويقضي ساعاته سكرانا لا عقل له وانه ارسل جيشا جرارا الى مدينة امنة واباح المدينة المنورة ثلاثة ايام يعثو الجيش فيها فسادا يقتلون يظلمون يزنون يهتكون الحرمات ويفعلون ما يفعلون وانه سلط جيشه على بيت الله الحرام وانه هدم الكعبة وغير ذلك من افعال الخسة والنذالة بكل معنى الكلمة فانا بلا شك سوف اعيش حالة ثوران من البغض لهكذا شخص وادعو عليه في ليل ونهار واطلب من الله ان ينتقم منه وان يلعنه دوما وابدا فلاحظ اخي الكريم كيف ان مقدمات البغض والحب بيدنا وبالتالي يكون الحب والبغض ايضا بيدنا وعليه يتضح جواب بقية الاسئلة فانه لا يوجد حب عن اجبار ولا يوجد بغض عن اجبار نعم يوجد نفاق بان يبغض اهل البيت عليهم السلام وهو يدعي حبهم حتى يامن من السن الاخرين والا فهو لا يحبهم في قلبه فهذا نفاق وليس مجبر على حبهم فهذا لا يحب بل يبغض فقط اما قضية الخوف من انطباق هذه الصفات في الروايات فهذه الروايات لا تريد ان تقول من لا يحب اهل البيت عليهم السلام فانا سوف نجعله بهذه الكيفية بل تريد ان تقول ان من لم يدخل حب اهل البيت عليهم السلام بقلبه فواقع حاله هو هذا لا ان الله يعطيه هذه الصفات بل هو متلبس بهما بمجرد انه لا يحب اهل البيت عليهم السلام والمطلوب من الانسان ان يكون منصفا مع نفسه وان لا يتمرد على نفسه وانسانيته ويصر على بغض اهل البيت عليهم السلام لمجرد ان الشيعة يحبونهم مثلا وهو لا يحب الشيعة فينتج انه لابد ان يبغض اهل البيت عليهم السلام ويكابر على الحق لاجل هذه القضية فلا يكن جاحدا لاوليات انسانيته فيكون اضل من الحيوان ولاجل زيادة الحب علينا ان نطلع اكثر واكثر على سيرة اهل البيت عليهم السلام فهم نور الله تعالى في الارض وهم فيض الخير الالهي وان كل طريق غيرهم يبعدنا عن الله تعالى الا هم فهو الطريق الذي لا ضلال فيه ابدا والنفس تتوق لمعاني الخير والنور والصلاح وهم معدن الخير والصلاح. تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله ورعايته

6