( 18 سنة ) - العراق
منذ سنتين

الرِّضا بالمَوْجود

ماهي الدنيا في وصف الحكماء ؟


الدنيا في وصف الحكماء وقال النبي صلى الله عليه واله وسلم: الدنيا سِجْن المُؤمن وجنَّة الكافر. وقال صلى الله عليه واله وسلم : الدنيا عرَضٌ حاضرِ، يأْكُل منه البرّ والفاجر، والآخرة وَعْد صِدْق يحكم فيها ملك قادر، يفصل الحقّ من الباطل. وقال صلى الله عليه واله وسلم : الدنيا خَضرِة حًلْوَة، فمن أَخذها بحقّها بُورك له فيها، ومَن أخذها بغير حقّها كان كالآكِل الذي لا يَشْبع. وكان النبي صلى الله عليه واله وسلم يُسمِّي الدنيا أمّ ذَفَر. والذفر: النتن. وقال النبي صلى الله عليه واله وسلم للضحَّاك بن سُفيان: ما طعامُك؟ قال: اللحم واللبن؛ قال: ثم إلى ماذا يَصير؟ قال: يصير إلى ما قد علمت؛ قال: فإنّ الله عزّ وجلّ ضَرَب ما يخرج من ابن آدم مثلاً للدنيا. قال رجُل لعلي بن أبي طالب ( عليه افضل الصلاة والسلام ) : يا أميرَ المؤمنين، صِفْ لنا الدّنيا : قال: ما أصِف مِن دارٍ أولها عَناء، وآخرُها فَناء، حَلالُها حساب، وحَرامها عِقاب؟ مَن اْستغنى فيها فُتِن، ومن افتقر فيها حَزِن . وقال المسيحُ عليه السلام لأصحابه: اتخذوا الدنيا قَنطرة فاعبرُوها ولا تَعْمُروها. وقال المسيح عليه السلام: الدنيا لإبليس مزْرَعة وأهْلُها حُرَّاث. وقيل لنُوح عليه السلام: يا أبا البَشر ويا طويل العُمر، كيف وجدتَ الدنيا؟ قال: كَبَيْتٍ له بابان، دخلتُ من أحدهما وخرجتُ من الآخر. وقال لُقمان لابنه: إنّ الدنيا بَحْرٌ عريض، قد هلك فيه الأوَلون والآخِرون، فإن استطعت فاجعل سَفِينتك تقوى اللّه، وعدَتك التوكُّل على اللّه، وزادك العملَ الصالح، فإن نجوتَ فبرحمة اللّه، وإن هلكت فبذنوبك . وقال المسيحُ عليه الصلاة والسلام للحواريين: أنا الذي كفأتُ الدنيا علىِ وَجهها، فليس لي زوجةٌ تموت ولا بَيْت يَخْرَب. وفي بعض الكتب: أوحى اللهّ إلى الدنيا: من خَدمني فاخدُميه، ومَن خدمك فاستخدميه. قيل لأرسطاطاليس: صِف لنا الدنيا. فقال: ما أصِف من دار أولها فَوْت، وآخرها مَوْت. وقيل لحكيم: صف لنا الدنيا. قال: أمَل بين يديك، وأجَل مُطِل عليك، وشَيْطان فتّان، وأمانِيُّ جرّارة العِنَا؛ تدعوك فَتستجيب، وترجُوها فتَخيب. لقي رجلٌ راَهِباً، فقال: يا راهب، صِف لنا الدنيا؛ فقال: الدنيا تُخْلِق الأبدان، وتُجَدِّد الآمال، وِتباعد الأمْنِيّة، وتُقَرِّب المنيَّة، قال: فما حالُ أهلها؟ قال مَنْ ظَفِرَ بها تَعِب، ومن فاتْته نصِب؟ قال: فما الغِنى عنها؟ قال: قَطْعُ الرَّجاءِ منها، قال : فأين المَخْرَج؟ قال: في سُلوك المَنْهَج؟ قال: وما ذاك؟ قال بَذْل المجهود، والرِّضا بالمَوْجود. العقد الفريد ج1

2