نرجس ( 15 سنة ) - العراق
منذ سنتين

زوجات الأنبياء

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لماذا تزوج بعض الأنبياء بنساء لسن صالحات مثل زوجة النبي نوح (عليه السلام) و زوجة النبي لوط ( عليه السلام) مع أن الأنبياء و والمعصومين الأربعة عشر ( عليهم السلام) دائماً ينصحون الراغب بالزواج بالزواج من أمرأة مؤمنة ملتزمة؟


بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بكم اختنا الكريمة في تطبيقكم المجيب كي يتضح الجواب نبينه في هذا التفصيل: اولا: ان الانبياء عندما تزوجوا باي امراة فلا يمكن ان يتزوجوا منها وهي امراة معروفة بالكفر والضلال وعدم صلاحيتها للزواج ابدا بل بكل تاكيد كانت امراة ظاهرها الصلاح والايمان ولعلها من اسرة طيبة فاول الزواج بالتاكيد موافق للشروط كما تفضل جنابكم الكريم ثانيا: كون المراة التي يتزوجها النبي صالحة في ظاهرها لا يعني استمرار صلاحها الى اخر حياتها فهذه القضية ترجع الى الظروف الخاصة المحيطة بالمراة ومقدار ايمانها وتمسكها بطاعة الله تعالى فقد تزل قدمدمها بسبب ضعف ايمانها او اغترارها بالملذات او خضوعها لوساوس النفس والشيطان. ثالثا: لعلك تقولين ان الانبياء يعلمون الغيب فكان من المناسب ان يختاروا المراة بمقتضى علمهم الغيبي كي لا يقعون في مثل هذه الاشكالية فانا نقول لك ان الانبياء ليسوا مامورين ان يعملوا بالغيب وانما يعملون بمقتضى ظواهر الامور بل لا يمكنهم ان يعملوا بمقتضى اطلاعهم على الغيب في بعض الحالات فلو مثلا عرضت امراة ظاهرها الايمان والتقوى على النبي ورفض النبي ان يتزوجها لاجل ما هو مطلع عليه من فساد قلب هذه المراة فهنا على مستوى الظاهر قد خالف شريعته التي ترجح الزواج من المراة المؤمنة ولا يسوغ تركها لاجل انه يعلم بالعلم الغيبي انها فاسدة ولا يمكنه ان يبرر ترك زواجها بفضح حقيقتها ويقول للناس ان هذه المراة وان كانت ظاهرة في الايمان الا ان داخلها غير صالح او انها في المستقبل سوف تتغير فهذا الكلام لا يمكن قبوله منه في حق الناس بل المطلوب منه ان يتعامل مع ظواهر الامور لا بواطنها وليس تحسبا لما سوف يحصل في المستقبل البعيد. رابعا: في بعض الحالات تكون المصلحة المتوخاة من الزواج من بعض النسوة اعظم من مفسدتها الشخصية وهذه المصلحة هي الحكمة في ان يسير النبي في هذا الطريق ومن هذه الحكم: 1- لاجل نشر الدين كما هو حصل مع النبي صلى الله عليه واله حيث نشر الاسلام وتثبيت الناس على الاسلام عن طريق مصاهرته 2- لبيان ان الانسان لا يكون معصوما لو اقترن بالانبياء او الائمة او الصالحين فزوجة المعصوم لا تكون معصومة وابن المعصوم لا يكون معصوما وكذا العكس فقد تجد امراة اقترنت بشر خلق الله تعالى فهذا لا يعني انها شر الخلق لاجل زوجها وهذا المعنى واضح جدا في القران الكريم يبين هذه الزواية الحرجة في التعامل مع الناس يقول الله تعالى: ((ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبادِنا صالِحَيْنِ فَخانَتاهُما فَلَمْ يُغْنِيا عَنْهُما مِنَ اللهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلاَ النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ (10) وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (11) ))(سورة التحريم) 3- بيان قضية مهمة وهي ان الانسان هو من ينفع نفسه او يضرها حتى لو توفرت كل عوامل الهداية فلا الذي يولد على الاسلام آمن من الضلال ولا الذي ولد على الكفر ليس يمكن ان يهتدي بل عليكم ان تتعضوا فهذه زوجة نبي وكل عوامل الهداية متوفرة بين يديها ولكن مع ذلك كانت من المعذبين فلا تغتر بنفسك ايها الانسان بانك مسلم وشيعي او من نسل اهل البيت عليهم السلام فان هذا كله عوامل هداية والهداية الحقيقية هي باختيارك انت فان اردت ان تهتدي فلا يضرك ان تكون ابنا لفرعون وان اردت الضلال فلا ينفعك ان تكون ابنا لنبي فقد غرق ابن نوح وكان من المغرقين وقد يهتدي من يعيش في احظان الكفر وهذا حصل في جيش النبي صلى الله عليه واله فكان معه في جيشه الابن وكان ابوه في جيش الكافرين وهم في حرب واحدة يقاتلون بعضهم بعضا. فهكذا معاني تكون واضحة عندما يبين القران ان نبيا من انبيائه انحرفت زوجته عن الحق وكانت من المعذبين فهذا يجعلنا في حذر دائما بان نكون ثابتين على الحق الى اخر انفاس حياتنا. تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله ورعايته

3