( 18 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

عوامل استجابة الدعاء #

ما هي العوامل التي تؤثر في استجابة الدعاء؟


فيما يلي أهمُّ العوامل ذات الصلة في استجابة الدعاء: أولاً: مراعاة الشروط والآداب الخاصة بالدعاء: أ- الطاعة: فهي تخلق الأرضيَّة المناسبة لاستجابة الدعاء، فعن أبي عبدالله الصادق (عليه السلام) قال: "آيَتَانِ فِي كِتَابِ اَللَّهِ لاَ أَدْرِي مَا تَأْوِيلُهُمَا، فَقَالَ: وَ مَا هُمَا؟ قَالَ: قُلْتُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {اُدْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}، ثُمَّ أَدْعُو فَلاَ أَرَى اَلْإِجَابَةَ، قَالَ: فَقَالَ لِي: أَ فَتَرَى اَللَّهَ تَعَالَى أَخْلَفَ وَعْدَهُ؟ قَالَ: قُلْتُ: لاَ، فَقَالَ اَلْآيَةُ اَلْأُخْرَى، قَالَ: قُلْتُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَ مٰا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَ هُوَ خَيْرُ اَلرّٰازِقِينَ} فَأُنْفِقُ فَلاَ أَرَى خَلَفاً، قَالَ: أَ فَتَرَى اَللَّهَ أَخْلَفَ وَعْدَهُ قَالَ: قُلْتُ لاَ، قَالَ: فَمَهْ، قُلْتُ: لاَ أَدْرِي، قَالَ: لَكِنِّي أُخْبِرُكَ إِنْ شَاءَ اَللَّهُ تَعَالَى، أَمَا إِنَّكُمْ لَوْ أَطَعْتُمُوهُ فِيمَا أَمَرَ بِهِ، ثُمَّ دَعَوْتُمُوهُ لَأَجَابَكُمْ، وَ لَكِنْ تُخَالِفُونَهُ وَ تَعْصُونَهُ فَلاَ يُجِيبُكُمْ، وَ أَمَّا قَوْلُكَ تُنْفِقُونَ فَلاَ تَرَوْنَ خَلَفاً، أَمَا إِنَّكُمْ لَوْ كَسَبْتُمُ اَلْمَالَ مِنْ حِلِّهِ ثُمَّ أَنْفَقْتُمُوهُ فِي حَقِّهِ لَمْ يُنْفِقْ رَجُلٌ دِرْهَماً إِلاَّ أَخْلَفَهُ اَللَّهُ عَلَيْهِ، وَ لَوْ دَعَوْتُمُوهُ مِنْ جِهَةِ اَلدُّعَاءِ لَأَجَابَكُمْ وَ إِنْ كُنْتُمْ عَاصِينَ، قَالَ: قُلْتُ وَ مَا جِهَةُ اَلدُّعَاءِ، قَالَ: إِذَا أَدَّيْتَ اَلْفَرِيضَةَ مَجَّدْتَ اَللَّهَ وَ عَظَّمْتَهُ وَ تَمْدَحُهُ بِكُلِّ مَا تَقْدِرُ عَلَيْهِ، وَ تُصَلِّي عَلَى اَلنَّبِيِّ وَ تَجْتَهِدُ فِي اَلصَّلاَةِ عَلَيْهِ وَ تَشْهَدُ لَهُ بِتَبْلِيغِ اَلرِّسَالَةِ، وَ تُصَلِّي عَلَى أَئِمَّةِ اَلْهُدَى عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ، ثُمَّ تَذْكُرُ بَعْدَ اَلتَّحْمِيدِ لِلَّهِ وَ اَلثَّنَاءِ عَلَيْهِ وَ اَلصَّلاَةِ عَلَى اَلنَّبِيِّ مَا أَبْلاَكَ وَ أَوْلاَكَ، وَ تَذْكُرُ نِعَمَهُ عِنْدَكَ وَ عَلَيْكَ وَ مَا صَنَعَ بِكَ، فَتَحْمَدُهُ وَ تَشْكُرُهُ عَلَى ذَلِكَ، ثُمَّ تَعْتَرِفُ بِذُنُوبِكَ ذَنْبٍ ذَنْبٍ وَ تُقِرُّ بِهَا أَوْ بِمَا ذَكَرْتَ مِنْهَا وَ تُجْمِلُ مَا خَفِيَ عَلَيْكَ مِنْهَا، فَتَتُوبُ إِلَى اَللَّهِ مِنْ جَمِيعِ مَعَاصِيكَ وَ أَنْتَ تَنْوِي أَنْ لاَ تَعُودَ وَ تَسْتَغْفِرُ اَللَّهَ مِنْهَا بِنَدَامَةٍ وَ صِدْقِ نِيَّةٍ وَ خَوْفٍ وَ رَجَاءٍ، وَ يَكُونُ مِنْ قَوْلِكَ - اَللَّهُمَّ إِنِّي أَعْتَذِرُ إِلَيْكَ مِنْ ذُنُوبِي وَ أَسْتَغْفِرُكَ وَ أَتُوبُ إِلَيْكَ فَأَعِنِّي عَلَى طَاعَتِكَ وَ وَفِّقْنِي لِمَا أَوْجَبْتَ عَلَيَّ مِنْ كُلِّ مَا يُرْضِيكَ فَإِنِّي لَمْ أَرَ أَحَداً بَلَغَ شَيْئاً مِنْ طَاعَتِكَ إِلّا بِنِعْمَتِكَ عَلَيْهِ قَبْلَ طَاعَتِكَ، فَأَنْعِمْ عَلَيَّ بِنِعْمَةٍ أَنَالُ بِهَا رِضْوَانَكَ وَ اَلْجَنَّةَ، ثُمَّ تَسْأَلُ بَعْدَ ذَلِكَ حَاجَتَكَ، فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ لاَ يُخَيِّبَكَ إِنْ شَاءَ اَللَّهُ تَعَالَى"(مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل ج ٥، ص ٢١٢). ب- اختيار الأوقات التي يُستَجَاب فيها الدعاء، وهي عند المطر وعند الأذان وفي الوتر وبعد الفجر، وبعد الظهر وبعد المغرب وعند هبوب الريح، وعند نزول أول قطرة من دم المؤمن في الحرب، فقد روى زيد الشحَّام قال: "قال أبو عبد الله (عليه السلام): اطلبوا الدعاء في أربع ساعات: عند هبوب الرياح، وزوال الأفياء، ونزول القطر، وأول قطرة من دم القتيل المؤمن [الشهيد]، فإن أبواب السماء تفتح عند هذه الأشياء"(مكارم الأخلاق للشيخ الطبرسي، ص ٢٧١) . وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: "يستجاب الدعاء في أربع: في الوتر، وبعد الفجر، وبعد الظهر، وبعد المغرب"(مكارم الأخلاق للشيخ الطبرسي، ص ٢٧١). وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: "اغتنموا الدعاء عند أربع: عند قراءة القرآن، وعند الأذان، وعند الغيث، وعند التقاء الصفَّين للشهادة"(مكارم الأخلاق للشيخ الطبرسي، ص ٢٧١). ج- الدعاء عندما يَرِقُّ القلب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: "إذا رقَّ أحدكم فَلْيدعُ، فإنَّ القلب لا يَرقُّ حتّى يخلص"( مكارم الأخلاق للشيخ الطبرسي، ص ٢٧١). د- الدعاء بعقيدة راسخة، عن الصادق (عليه السلام) قال: "إذا دعوت فأقبل بقلبك وظُنَّ أنَّ حاجتك بالباب"(مكارم الأخلاق للشيخ الطبرسي، ص ٢٧١). ه- الإلحاح على الله بالدعاء وعدم اليأس، قال الإمام الصادق (عليه السلام): "لا يلحُّ عبد مؤمن على الله تعالى في حاجة إلّا قضاها له"(مكارم الأخلاق للشيخ الطبرسي، ص ٢٧١). و- الابتداء ببسم الله الرحمن الرحيم، وقرن الدعاء بالصلاة على محمد وآل محمد، واتخاذ محمد وآل محمد وسيلة إلى الله تعالى . ثانيا: إزالة موانع استجابة الدعاء وهي الذنوب والمعاصي، فقد روي عن الإمام أبي جعفر (عليه السلام): "إنّ العبد يسأل الله الحاجة فيكون من شأنه قضاؤها إلى أجل قريب، أو إلى وقت بطيء، فيذنب العبد ذنباً فيقول الله تبارك وتعالى للملك: لا تقضِ حاجته واحرمه إيَّاها ، فإنّه تعرّض لسخطي، واستوجب الحرمان منِّي" (الكافي للشيخ الكلينيّ، ج ٢، ص ٢٧١). ومن دعاء أمير المؤمنين (عليه السلام): ((اللهمّ إنّي أعوذ بك من ذنبٍ يُحبِط العمل، وأعوذ بك من ذنبٍ يُعجّل النقم، وأعوذ بك من ذنبٍ يمنع الدعاء))، الدعوات لقطب الدين الراوندي، ص ٦١، والذنوب أنواع: أ ـ أكل الحرام: ورد في الحديث القدسيّ: "فمنك الدعاء وعليَّ الإجابة ، فلا تُحْجَب عنّي دعوة إلّا دعوة آكل الحرام"(بحار الأنوار للعلامة المجلسيّ، ج ٩٠، ص ٣٧٣). ب- عقوق الوالدين وقطيعة الرحم: عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنَّه قال: "الذنوب التي تغيِّر النعم البغي، والذنوب التي تورث الندم القتل، والتي تنزل النقم الظلم، والتي تهتك الستور شرب الخمر، والتي تحبس الرزق الزنا، والتي تعجِّل الفناء قطيعة الرحم، والتي تردُّ الدعاء وتظلم الهواء عقوق الوالدين" (بحار الأنوار للعلامة المجلسيّ، ج ٧٠، ص ٣٧٤). ٣ـ اختيار الأمكنة الخاصَّة: أ ـ مكّة المكرمة: روي عن الإمام الرضا (عليه السلام)، أنّه قال: "ما وقف أحد بتلك الجبال إلّا استجيب له، فأمّا المؤمنون فيستجاب لهم في آخرتهم، وأمّا الكفار فيستجاب لهم في دنياهم"(وسائل الشيعة /آل البيت/للحُرِّ العامليّ، ج ١١، ص ١٦٠). ب ـ المساجد: قال الإمام الصادق (عليه السلام) : "عليكم بإتيان المساجد، فإنّها بيوت الله في الأرض ... المزید فأكثروا فيها الصلاة والدعاء" (بحار الأنوار للعلامة المجلسيّ، ج ٨٠، ص ٣٨٤). وأشرف المساجد مسجد الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في المدينة المنوّرة الذي لا يضاهيه بالفضل والكرامة إلّا المسجد الحرام. ومن المساجد التي تُرجَى فيها إجابة الدعاء، مسجد الكوفة الكبير، فقد روي عن الإمام الصادق(عليه السلام ) أنَّ أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: "ما دعى فيه مكروب بمسألة في حاجة من الحوائج إلّا أجابه الله، وفرّج عنه كُربته" (الكافي للشيخ الكلينيّ، ج ٣، ص ٤٩٢). ومنها مسجد السهلة بالكوفة. جـ ـ مشاهد الأئمة (عليهم السلام): قال الإمام أبو جعفر (عليه السلام): "إنَّ الحسين صاحب كربلاء قُتِل مظلوماً مكروباً عطشاناً لهفاناً، وحقّ على الله عزَّ وجلَّ أنْ لا يأتيه لهفان ولا مكروب ولا مذنب ولا مغموم ولا عطشان ولا ذو عاهة ثمَّ دعا عنده وتقرَّب بالحسين(عليه السلام) إلى الله عزَّ وجلَّ، إلّا نفَّس الله كربته وأعطاه مسألته وغفر ذنبه ومدَّ في عمره وبسط في رزقه، فاعتبروا يا أولي الأبصار" (كامل الزيارات لجعفر بن محمد بن قولويه، ص ٣١٣ -٣١٤).

8