( 18 سنة ) - العراق
منذ سنتين

وصَبْرًا جَمِيلا

ورد في بعض النصوص التفسيرية هو: الصبر بلا جزع وبلا شكوى فمن المقصود هنا ؟


(اللهم اني اسألك علماً نافعاً.....وصَبْرًا جَمِيلا، واجراً جزيلاً) الواردة في دعاء الإمام المهدي عليه السلام (الصبر الجميل) كما ورد في بعض النصوص التفسيرية هو: الصبر بلا جزع وبلا شكوى، حيث نعرف تماما بأن الاشخاص يتفاوتون قبالة الشدائد فالبعض يجزع اساساً ولا طاقة له بالصبر، وهذا منهي عنه بطبيعة الحال، كما انه تعبير عن اضطراب الشخصية، بصفة ان الحياة اساساً تقوم على ضرورة تأجيل شهوات الانسان واشباعاته، وذلك من خلال (الصبر)، وكلنا على معرفة تامة بأن الاشباع لا يمكن ان يتحقق البتة، فلا يمكن للانسان ان يضع حداً لاشباعاته، انه يستهدف الوصول الى تحقيق ما يتطلع اليه من مال وجاه وجنس وصحة وأمن وحياة بلا موت الخ، وكلها لامجال الى تحقيقه الا النزر اليسير الذي يستطيع الانسان من خلاله ان يحقق له توازناً بشكل من الاشكال، ولذلك فان الاسلام رسم للشخصية حدوداً لاشباعاته لا تتجاوز الضرورة: كالاكل والشرب، والزواج، … الخ ودعا الانسان الى ان يكتفي من غير الضرورات بما لا مناص منه، وخارجاً عن ذلك، فان المطلوب هو (الصبر) على ما يحتاج الانسان اليه، والصبر على ما يقاومه، وهذا كالصبر مثلاً على الفقر او المرض، في ميدان الاشباع لهما، ومثل: الصبر عن ممارسة المحرم، وتحمل الشدة في ذلك. ومادام الصبر هو: القدر الوحيد للانسان، حينئذ فان من الافضل (ما دامت الحياة سجن المؤمن) ومادامت الآخرة هي الحياة الحقيقية فأن من الافضل دنيوياً ان تمارس الشخصية (الصبر) والا اذا جزعت ستكون المصيبة اثنتين كما قال المعصوم (عليه السلام)، حيث ان الجازع من الفقر مثلاً اذا كان الفقر مصيبته، فان المصيبة الثانية هي الجزع لذلك، فان الصبر بلاجزع هو الحل الافضل لمشاكل الانسان (كما امرت الشريعة بذلك) وكما أوصى علماء النفس في ميدان الصحة النفسية بضرورة الالتزام بالصبر أو ما يسمونه بتأجيل الاشباع. في ضوء هذه الحقائق، والمقصود بذلك هو: الصبر بلاجزع، وكذلك بلا شكوى حيث ان الشريعة منعت من الشكوى، بصفة انها تمرد على اقدار الله تعالى.