logo-img
السیاسات و الشروط
( 18 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

وأنزل بك عند الشدائد

ممكن شرح هذه الجملة { وأنزل بك عند الشدائد حاجته } من دعاء كميل ؟


(الشدائد): جمع «شديد» وهو الأمر الصعب. وتقديم الظرف لقصد الحصر، أي أنزل بك لا بغيرك، ولمراعاة السجع. والجملة معطوفة على ما قبلها، يعني: (أسألك سؤال من اشتدت فاقته، وسؤال مَن أنزل بك عند الشدائد حاجته)، وذلك كمن حان أن تغرق سفينته وألقتها السوافن العاصفة في التهلكة، فكيف حال السفان والربّان حينئذ؟ فلابدّ أن يلتجئ بجميع مشاعره وقواه إلى الله تعالى، ويتضرّع إليه حتى ينجيه وسفينته من الغرق، وإذن لا يلتفت إلى نفسه، فضلا عن الالتفات إلى الغير. أو كمن ظهرت أمارات الموت عليه، وكان في حالة الاحتضار والهلاكة، فكيف حاله مع الله تعالى؟ وإلى من يلتجئ هنالك؟ ومن هو يكشف السوء عنه غيره تعالى؟ فالعبد المؤمن الّذي استقرّ بين الخوف والرجاء ينبغي أن يكون في جميع الأوقات ملتجئاً إليه تعالى، كمن اشتدت فاقته، وأنزل به عند الشدائد حاجته.

1