logo-img
السیاسات و الشروط
( 28 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

الشيخ الانصاري وتحريف القرآن

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جاء في كتاب الصلاة للشيخ مرتضى الأنصاري مايلي واما موافقه أحد المصاحف العثمانية فهى أيضا من الموهنات عندنا سيما مع تمسكهم على اعتبارها باجماع الصحابة عليها الذين جعل الله الرشد في خلافهم حيث إنه غير من القران ما شاء ولذا اعرضوا عن مصحف أمير المؤمنين (ع) لما عرضه عليهم فأخفاه لولده القائم عليهم السلام وعجل الله فرجه وطنجوا المصاحف فماذا يعني الشيخ بكلامه هذا ؟ هل انه يعتقد بتحريف القرآن؟


بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بكم اخي الكريم في تطبيقكم المجيب كلام الشيخ الانصاري رحمه الله في خصوصيات القراءة في الصلاة فهل يمكن القراءة بكل قراءة وردت بما تسمى بالقراءات العشرة او السبعة او اكثر او اقل فهل كل قراءة يؤخذ بها او لا وذكر كلام الجزري ونقل حجته في الاخذ باي قراءة وكانت حجة الجزري امور ثلاثة اولها موافقة اللغة العربية ولو بوجه وثانيها موافقت القراءة احد المصاحف العثمانية ولو احتمالا وثالثها صحة سندها فتكون عند الجزري صحيحة ونسب هذا الامر الى الصحيح عند السلف والخلف من ائمة التحقيق لا يعرف من احد منهم خلافه من السبعة او غيرهم والشيخ رحمه الله كان بصدد مناقشة هذه الامور التي استند اليها الجزري والكلام المنقول في نقاش مطابقة القراءة الواردة للمصاحف العثمانية والشيخ لم يرتض هذا الكلام لان المصاحف العثمانية ليست من المصححات للقراءة الواردة بالخصوصيات المختلفة في الحركات او بحرف او حرفين كما هو معروف القراءات فان مطابقة ما ورد من هذه التغيرات والاختلافات في القراءات للمصاحف العثمانية لا تعطي لهذه القراءات قوة وارجحية وصحة بل هذا الوجه موهن وليس مؤيد للقراءات لا سيما ان الجزري وغيره تمسكوا في تصحيح القراءات على اجماع الصحابة عليها ومن المعلوم الصحابة الذين خرج اغلبهم على امير المؤمنين وارتدوا عن العهد الذي اخذوه على انفسهم في الغدير فان الرشد في خلافهم فاجماعهم ليس عندنا حجة وهم قد غيروا من القران والكلام في هذا اللون من الاختلافات كتغير الحركات وبعض الاحرف اي الكلام في الاختلاف بمستوى القراءات فهؤلاء خالفوا وغيروا ما اتى به امير المؤمنين عليه اسلام ولاجل انهم غيروا بهذا المستوى رفضوا مصحف امير المؤمنين عليه السلام وادخره عليه السلام لولده الامام الحجة القائم المنتظر عجل الله فرجه الشريف. ومن المعلوم ان هذا المصحف هو مرتب حسب النزول القراني ولعل هذا احد اسباب انكاره وعدم الاخذ به اذ بمتابعة النزول تنكشف الكثير من الايات التي قد يفسرها البعض تفسيرا على غير مرادها بحجة السياق القراني وليس يريد الشيخ ان يقول ان القران الذي بين ايدينا محرف والا فانه ذكر رحمه الله حجة ظواهر القران في بحثه الاصولي في فرائد الاصول واكد على حجية الظواهر القرانية كما في بحث حجية الظنون في حجية التمسك بالقران الكريم ثم ان التحريف له عدة معاني انهاها السيد الخوئي رحمه الله الى ستة معاني وبعضها واقع في القران الكريم كما في تحريف المعنى فانه بلا شك حملت بعض الايات على غير ما هو المراد منها في القران الكريم والذي نفاه السيد الخوئي تماما هو التحريف بالزيادة والذي وقع الخلاف فيه هو التحريف بالنقيصة وذكر ان الشيعة لا يقولون بالتحريف بالنقيصة وكل ما يرد من الروايات لابد من حمله على احد الوجوه الصحيحة في التحريف والتي هي غير التحريف بالنقيصة او الزيادة واذا لم يمكن حمل الرواية الا على التحريف بالنقيصة فان هكذا روايات لا ناخذ بها ونوكل امرها الى اهلها فلاحظ اخي الكريم الموقف الواضح من علماء المذهب في هذا الزمان وغيره بينما نجد اخواننا السنة يروون عن عائشة وغيرها روايات تبثبت النقيصة صراحة انقل لكم منها ما اثبته مركز الابحاث العقائدية للاطلاع: روي عن عائشة : ((أنّ سورة الأحزاب كانت تقرأ في زمان النبي (ص) في مائتي أية، فلم نقدر منها إلاّ على ماهو الآن)) (الاتقان 3 : 82، تفسير القرطبي 14 : 113، مناهل العرفان 1 : 273، الدرّ المنثور 6 : 56 ـ وفي لفظ الراغب : مائة آية ـ محاضرات الراغب 2 : 4 / 434)) . وروي عن عمر وأبي بن كعب وعكرمة مولى ابن عباس : ((أنّ سورة الأحزاب كانت تقارب سورة البقرة، أو هي أطول منها، وفيها كانت آية الرجم)) (الاتقان 3 : 82 مسند أحمد 5 : 132، المستدرك 4 : 359، السنن الكبرى 8 : 211، تفسير القرطبي 14 : 113، الكشاف 3 : 518، مناهل العرفان 2 : 111، الدر المنثور 6 : 559) . وعن حذيفة : ((قرأت سورة الأحزاب على النبي (ص) فنسيت منها سبعين آية ما وجدتها)) (الدر المنثور 6 : 559). فهذه الروايات هي بعض ما ورد وهناك غيرها في ايات اخرى كانت موجودة ونقصت من القران الكريم ونحن اذ نذكر هذه التفاصيل ليس لاجل بيان بطلان المذهب الفلاني او حقانية غيره وانما اريد ان اؤكد ان قضية تحريف القران هي قضية يسعى لها اعداء الاسلام لانهم يعرفون جيدا ان احد اهم اركان الدين الاسلامي هو القران الكريم فاذا استطاعوا ان يسلبوا حجيته عند المسلمين والتشكيك فيه فهذا يعني ضياع هذا الدين وانهدامه وهكذا اغراض لا تخدم المسلمين ولكن هؤلاء لما لم يستطيعوا ان يشككوا بالقران الكريم كجهة خارجة عن الاسلام لوضوح عدائها اتخذوا طريقا اخر وهو ان يوجدوا هذا التشكيك من رحم المسلمين وعن طريق الروايات التي يمكن ان ينفذوا فيها ويغيروا في بعضها فدخلنا التشكيك من بطن الاسلام ومن هنا كانت هذه القضية لها الوقع والتاثير من جانبين من جانب فتح باب التشكيك بالقران الكريم ومن جهة اخرى نشر الفرقة والتناحر بين نفس المسلمين بحجة الطائفية والفرق والمذاهب وكل يجر النار الى قرصه مع ان القضية واضحة ان هناك من يحاول تفرقة الامة باجمعها ويسلب قوة المسلمين في التشكيك بالقران الكريم ولابد ان يعي الجميع ان اثارة هذه القضية والتشنيع على الاخرين هي في غير مصلحة الاسلام ككل والكل في هذا الزمان يعتقد بحجية القران الذي بين ايدينا وانه هو القران المنزل من الله تعالى والقراءات لا تعني التغاير المخل في القران الكريم واهل البيت عليهم السلام كان هذا القران بين ايديهم ولم يعترضوا عليه ولم يوجهوا الشيعة بعدم الاخذ به وانما كانوا يعلمونهم انهم اذا سمعوا منهم شيئا ان يعرضوه على القران الكريم وكثيرا ما يعلمون اصحابهم انهم اذا سالتمونا عن شيء فاطلبوا منا بيان موضعه من القران الكريم فهذا وغيره مما يثبت ان هذا القران هو القران الحجة والمعتمد عليه فمادامت الادلة تثبت عدم التحريف بالزيادة والنقيصة والمسلمون في هذا الزمان جميعا علماؤهم وعوامهم يتعاملون مع هذا القران انه القران السماوي فما الحاجة لاثارة مثل هذه الامور وهي واضحة الاغراض ولا تخدم غير الاعداء. اطلت الحديث مع جنابكم وخلاصة القول ان كلام الشيخ الانصاري رحمه الله ليس في مقام اثبات التحريف الممنوع وهو الزيادة والنقيصة وانما الكلام في هذه التغيرات التي نتجت منها القراءات. تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله ورعايته

2