( 22 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

سوال

سلام عليكم / قال تعالئ( وما تلك بيمينك يا موسئ ) السائل هو الله سبحانة وتعالئ ماهو الغرض من السؤال اوليس الله يعلم كل شي؟


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم ، نشكر تواصلك معنا تضمنت الآية الكريمة سؤالا مباشرا موجها الى موسى "ع" ( وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى ) , الله جل وعلا يعلم بما في يمين موسى "ع" , فما الداعي للسؤال اذا ؟ , يذكر المفسرون عدة اراء في ذلك , منها : 1- الاستفهام للتقرير ليرتب عليه المعجزة فيها . "تفسير الجلالين للسيوطي ". 2- استفهام يتضمن استيقاظا لما يريه فيها من العجائب . "تفسير الصافي ج3 للفيض الكاشاني" . ٣-قوله تعالى: " وما تلك بيمينك يا موسى شروع في وحى الرسالة وقد تم وحي النبوة في الآيات الثلاث الماضية والاستفهام للتقرير، سئل عليه السلام عما في يده اليمنى وكانت عصاه، ليسميها ويذكر أوصافها فيتبين أنها جماد لا حياة له حتى يأخذ تبديلها حية تسعى مكانه في نفسه عليه السلام. والظاهر أن المشار إليه بقوله: " تلك " العودة أو الخشبة، ولولا ذلك لكان من حق الكلام أن يقال: وما ذلك بجعل المشار إليه هو الشئ لمكان التجاهل بكونها عصا وإلا لم يستقم الاستفهام كما في قوله: " فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربى هذا أكبر " الانعام: 78. ويمكن أن تكون الإشارة بتلك إلى العصا لكن لا بداعي الاطلاع على اسمها وحقيقتها حتى يلغو الاستفهام بل بداعي أن يذكر ما لها من الأوصاف والخواص ويؤيده ما في كلام موسى عليه السلام من الاطناب بذكر نعوت العصا وخواصها فإنه لما سمع السؤال عما في يمينه وهي عصا لا يرتاب فيها فهم أن المطلوب ذكر أوصافها فأخذ يذكر اسمها ثم أوصافها وخواصها، وهذه طريق معمولة فيما إذا سئل عن أمر واضح لا يتوقع الجهل به ومن هذا الباب بوجه قوله تعالى: " القارعة ما القارعة وما أدراك ما القارعة يوم يكون الناس كالفراش المبثوث " القارعة: 4، وقوله: " الحاقة ما الحاقة وما أدراك ما الحاقة " الحاقة: 3. تفسير الميزان ج١٤ ٤-إن هذا السؤال البسيط المقترن باللطف والمحبة، إضافة إلى أنه بث الطمأنينة في نفس موسى (عليه السلام) الذي كان غارقا حينئذ في دوامة من الاضطراب والهيجان فإنه كان مقدمة لحادثة مهمة. فأجاب موسى: قال هي عصاي ولما كان راغبا في أن يستمر في حديثه مع محبوبه الذي فتح الباب بوجهه لأول مرة، وربما كان يظن أيضا أن قوله: هي عصاي غير كاف، فأراد أن يبين آثارها وفوائدها فأضاف: أتوكأ عليها وأهش (1) به على غنمي أي أضرب بها على أغصان الشجر فتتساقط أوراقها لتأكلها الأغنام ولي فيها مآرب (2) أخرى. تفسير الأمثل ج٩. دمتم في رعاية الله

1