السلام عليكم
صديقي شاب في مقتبل العمر يتعرض لأفكار دينية مختلفة وغريبة بين الحين والأخر من بعض اللذين يدعون العم والمعرفة.أما اليوم فهو قد أقتنع بعدم وجوب الصلاة في الأسلام بل ليس هناك اية تدل على وجوب الصلاة الحركية في القرآن الكريم حيث ان كل الايات التي احتوت على لفظ صلاة لم تكن تعني الصلاة الحركية التي نقوم بها بل كانت تقصد بغير معنى وهو يضن ان مفسرين القرآن الكريم لم يفسرو القرآن بشكل صحيح حيث أنهم لم يفسرو كلمة صلاة بحسب ما اتى قبلها من الأيات.فهو يقول اذا كان معنى الصلاة هو مانفعله اليوم فهل عندما نقول اللهم صل على محمد و ال محمد هل انا الله حاشاه و استغفرالله يصلي على النبي أو الملائكة تصلي عليه و هل أن كما تقول الأية الكريمة أن الله يصلي على المؤمنين. هل أن الله يصلي علينا. وايضا هو يقول الركوع والسجود الذي نقوم به لا أصل له فحين امر الله ااملائكة ان يسجود لأدم هل هم قد سجدو فعلا كما نقوم نحن اليوم في صلاتنا. اتمنى ان تجاوبو علي بشكل مرضي عسى ان أستطيع ان اعيد هذا الشاب
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اهلا بكم في تطبيقكم المجيب
اولا : هناك مشكلة منهجية لابد من تجاوزها حتى يمكن الحديث عن الصلاة وتفاصيلها وهي ان الاحكام الشرعية وطيفيتها ليست تؤخذ فقط وفقط من القران الكريم بل تؤخذ من القران ومن كلام النبي صلى الله عليه واله والقران يؤكد على هذه الحقيقة فهناك ايات كثيرة تامرنا بالاخذ من الرسول صلى الله عليه واله منها:
قُلْ أَطِيعُوا اللهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْكافِرِينَ (آل عمران: 32)
وَأَطِيعُوا اللهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (آعمران:132) وغير هاتين الايتين تسع ايات بنفس الامر بطاعة الرسول وكل اية يذكر فيها طاعة الله يقترن بها طاعة الرسول فهذا يعني لزوم طاعة النبي صلى الله عليه واله وان ما اتى به حجة على رقاب المسلمين جميعا ويقول الله تعالى
وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ (الحشر:7)
وليس النبي فقط امرنا بالاخذ منه بل اهل البيت عليهم السلام جميعا امرنا باتباعهم واخذ الاحكام منهم للحديث المشهور وهو حديث الثقلين الوارد في كتب المسلمين وهو قول النبي صلى الله عيه واله ((اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي اهل بيتي ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ابدا ... المزید)) فان الهداية وعدم الضلال مرهون بالتمسك بالقران الكريم وبالعترة الطاهرة
ثانيا: اذا اتضح كل هذا واننا لابد من مراجعة القران وسنة المعصومين الطاهرين النبي واهل بتيه عليهم جميعا صلوات الله وسلامه فاذا راجعنا القران الكريم بخصوص الصلاة نجد القران الكريم يقول:
وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (البقرة:43)
فهذه الاية تبين بوضوع انه يلزمنا اقامة الصلاة واقامة تعني انه لابد ان يصدر منا شيء حتى يصدق علينا اقامة الصلاة وهناك ما يقارب عشر ايات تبين لزوم قامة الصلاة.
وفي اية اخرى يقول الله تعالى:
فَإِذا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ كانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتاباً مَوْقُوتاً (النساء:103) وهذه الاية تامرنا باقامة الصلاة ايضا وتبين شيئا اخر ان الصلاة هي عبارة عن امر له وقت محدد وموقوت فاذن لابد من معرفة اوقات الصلاة فتاتي اية اخرى وتقول لنا
أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً (الاسراء:78) فحددت لنا اوقاتا لاقامة الصلاة وهي دلوك الشمس وهو وقت الظهرين وغسق الليل وهو وقت العشائين وقران الفجر وهو وقت صلاة الفجر فخلص من هذه الايات ان الصلاة عبارة عن فعل يقيمه الناس وله وقت محدد حدد القران ثلاثة اوقات ابين القران الكريم ما هو المطلوب قبل اقامة الصلاة
((يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ...)) (المائدة:6)
فلابد قل ان تاتي الى الصلاة ان تتوضا ولا تصح الصلاة بلا وضوء
ويذكر الله تعالى في اية اخرى الركوع والسجود
((يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)) (الحج:77) فالركوع والسجود مطلوب بنحو الامر وان لم يكن هذا كناية عن الصلاة فلا اقل هو لزوم الركوع والسجود وهذا هو في الصلاة فلابد اذن من الركوع والسجود فيها بحسب ما هو ثابت عندنا بالدليل
لاحظ اخي الكريم عند مراجعة القران الكريم ونقارن بين الايات فالامور تتضح اكثر واكثر اما الروايات فحدث ولا حرج فهي تبين لنا كيفية الصلاة بكل دقة وهناك روايات كثيرة بهذا المضمون عن النبي صلى الله عليه واله وعن اهل البيت عليهم السلام بل في كل كتب المسلمين قاطبة بل ان الصلاة بالكيفية التي عليها الان هي ضرورية من ضروريات الدين فانها اخذت عن النبي صلى الله عليه واله يدا بيد وهي فوق التواتر في اثبات شكل هذه الصلاة التي نعملها الان فكلامه لا معنى له باي حال من الاحوال فالتشكيك في كيفية الصلاة هو تشكيك في الشمس في رابعة النهار بل لعله اكثر من ذلك
ثالثا: ما يخص صلاة الله تعالى على النبي فنحن لا ندعي ان كل لفظ صلاة وارد في القران هو عينه ما يراد من الصلاة الواجبة عندنا بهذه الحركات ابدا ما قالها احد بل كل لفظ يرجع الى السياق الذي هو فيه والمراد من الصلاة من الله تعالى هو الصلة والرحمة على النبي صلى الله عليه واله لا الصلاة بمعنى الحركات لان هذا شيء لا يمكن ان يتصور في حق الله تعالى بل رحمته وزيادة درجة النبي صلى الله عليه واله
رابعا: اما سجود الملائكة فالمطلوب منهم السجود بمعنى الخضوع له وظاهره هو السجود الانحاناء لادم وهذا امر لا شيء فيه، لانه سجود لله تعالى وان توجهوا لادم كما نسجد نحن باتجاه الكعبة فلا يعني اننا نعبد الكعبة وانما نعبد الله لكن الله تعالى هو الذي امرنا ان نتوجه الى الكعبة ونصلي ونركع ونسجد الى جهتها وما دام الامر من الله تعالى فهو اعرف بما فيه التوحيد وما فيه الشرك وليس من المعقول ان يامر الله تعالى الملائكة بالشرك بل هذا هو عين الطاعة لله تعالى .
تحياتي لكم
ودمتم بحفظ الله ورعايته