logo-img
السیاسات و الشروط
والي ( 44 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

تفسير

قال الله تعالئ، وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة»ولم يقل اربعين يوم ماهي الحكمه في كلام الله وهل يوجد فرق، ودمتم في حفظ الله


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم ، نشكر تواصلك معنا جاء في تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ٨ - الصفحة ٢٣٥-٢٣٦: قوله تعالى: " وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة " إلى آخر الآية. الميقات قريب المعنى من الوقت، قال في المجمع: الفرق بين الميقات والوقت أن الميقات ما قدر ليعمل فيه عمل من الأعمال، والوقت وقت الشئ وقدره، ولذلك قيل: مواقيت الحج وهي المواضع التي قدرت لاحرام فيها (انتهى). وقد ذكر الله سبحانه المواعدة وأخذ أصلها ثلاثين ليلة ثم أتمها بعشر ليال أخر ثم ذكر الفذلكة وهى أربعون، وإما الذي ذكره في موضع آخر إذ قال: " وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة " البقرة: 51 فهو المجموع المتحصل من المواعدتين أعني أن آية البقرة تدل على أن مجموع الأربعين كان عن مواعدة، وآية الأعراف على أن ما في آية البقرة مجموع المواعدتين. وبالجملة يعود المعنى إلى أنه تعالى وعده ثلاثين ليلة للتقريب والتكليم ثم وعده عشرا آخر لاتمام ذلك فتم ميقات ربه أربعين ليلة، ولعله ذكر الليالي دون الأيام - مع أن موسى مكث في الطور الأربعين بأيامها ولياليها، والمتعارف في ذكر المواقيت والأزمنة ذكر الأيام دون الليالي - لان الميقات كان للتقرب إلى الله سبحانه ومناجاته وذكره، وذلك أخص بالليل وأنسب لما فيه من اجتماع الحواس عن التفرق وزيادة تهيؤ النفس للانس وقد كان من بركات هذا الميقات نزول التوراة. وهذا كما يشير إلى مثله قوله تعالى: " يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا - إلى أن قال - إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا إن ناشئة الليل هي أشد وطأ وأقوم قيلا إن لك في النهار سبحا طويلا " المزمل: 7. دمتم في رعاية الله