ولا تُفسد عبادتي
ماذا كان يقصد الإمام زين العابدين سلام الله عليه في الدعاء بهذه العبارة : «وعبّدني لك ولا تُفسد عبادتي بالعجب» ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
يقول الإمام زين العابدين سلام الله عليه في الدعاء: «وعبّدني لك ولا تُفسد عبادتي بالعجب». فهو يسأل الله سبحانه وتعالى الفضائل ويطلب منه أن يقيه ويحفظه مما يفسدها، لأن لكل فضيلة آفة تفسدها، والإمام يطلب من الله الفضيلة ويستعيذ به مما يفسدها،
قول الإمام سلام الله عليه: «وأوسع عليّ في رزقك ولا تفتنّي بالنظر ـ أو بالبطر» فهما من آفات الرزق الواسع، والإمام يطلب من الله السعة في الرزق والوقاية من البطر أو النظر، وقوله سلام الله عليه: «وأعزّني ولا تبتلِيَنّي بالكِبر» لأن آفة العزة الكبر وهو مرض الباطن كما أن التكبر مرض في الظاهر. ويقول الإمام سلام الله عليه: «وأجرِ للناس على يدي الخير ولا تمحقه بالمنّ» لأن المنّ آفة عمل الخير للناس، ويقول سلام الله عليه أيضاً: «وهب لي معالي الأخلاق واعصمني من الفخر» لأنه آفة معالي الأخلاق، وهاهنا يقول الإمام سلام الله عليه: «وعبّدني لك ولا تُفسد عبادتي بالعجب»؛ فإن العبادة فضيلة يطلبها الإمام من الله، ولكن آفتها العجب ولذلك يطلب الإمام من الله تعالى أن يقيه منه. إذن في هذه الفقرة أيضاً يطلب الإمام طلبين من الله تعالى وهما التعبيد والوقاية من العجب الذي يفسد العبادة.
:. معنى التعبيد
لم يرد استعمال هذا الاشتقاق (التعبيد) في الأدعية التي كثرتها إلا نادراً، وربما لم يرد في القرآن الكريم إلاّ مرة واحدة وذلك في قوله تعالى حكاية عن موسى على نبينا وآله وعليه الصلاة والسلام مخاطباً فرعون: ﴿وتلك نعمة تمنّها عليّ أن عبّدت بني إسرائيل﴾ (1). إنّ فرعون اتخذ بني إسرائيل عبيداً وجعل يعاملهم معاملة العبيد، ثم أخذ يمنّ على موسى سلام الله عليه في تربيته ويقول له ـ كما حكاه القرآن الكريم: ﴿