الهدية
يقال عند مواضع رفض الهدية من أحدهم (بأن النبي عليه وآله الصلاة والسلام قد قبل الهدية)..مامدى صحة ذلك؟ وماهي الهدية التي قبلها النبي ص؟؟
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم ، نشكر تواصلك معنا وردت عدة أحاديث وروايات تشير إلى قبول النبي الهدية وحثه على قبولها ومنها: عن محمد بن يعقوب ، عن عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، وأحمد بن محمد جميعا ، عن ابن محبوب ، عن إبراهيم الكرخي قال : سألت أبا عبدالله ( عليه السلام ) عن الرجل تكون له الضيعة الكبيرة فإذا كان يوم المهرجان أو النوروز (1) أهدوا إليه الشيء ليس هو عليهم يتقربون بذلك إليه ، فقال : أليس هم مصلين ؟ قلت : بلى ، قال : فليقبل هديتهم وليكافهم فإن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) قال : لو أهدي إليّ كراع لقبلته ، وكان ذلك من الدين ، ولو أن كافرا أو منافقا أهدى إلي وسقا ما قبلت ، وكان ذلك من الدين أبى الله عزّوجلّ لي زبد المشركين والمنافقين وطعامهم . والكراع: هو ما دون الركبة من ساق البقر والغنم. وقيل: كراع الغميم وهو اسم موضع بين مكة والمدينة على ثلاثة أميال من غسفان، والأول مبالغة في القلة والثاني في البعد. وبالإسناد عن ابن محبوب ، عن سيف بن عميرة ، عن أبي بكر الحضرمي ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ـ في حديث ـ قال : لما ظهر رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) أتاه عياض بهدية فأبى رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) أن يقبلها ، وقال : يا عياض ، لو أسلمت لقبلت هديتك ، إن الله عزّوجلّ أبى لي زبد المشركين ، ثم إن عياضا بعد ذلك أسلم وحسن اسلامه فأهدى إلى رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) هدية فقبلها منه . وعن ثوير بن أبي فاخته ، عن أبيه ، عن علي ( عليه السلام ) قال : أهدى كسرى للنبي ( صلّى الله عليه وآله ) فقبل منه ، وأهدى قيصر للنبي ( صلّى الله عليه وآله ) فقبل منه ، وأهدت له الملوك فقبل منهم . وعن محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي في كتاب ( الرجال ) عن محمد بن مسعود ، عن سليمان بن حفص ، عن حماد بن عبدالله القندي ، عن إبراهيم بن مهزيار قال : كتب إليه خيران ، قد وجهت إليك ثمانية دراهم كانت اهديت إليّ من طرسوس ، دراهم فيهم ، وكرهت أن أردها على صاحبها أو احدث فيها حدثا دون أمرك ، فهل تأمرني في قبول مثلها أم لا ، لأعرفه إن شاء الله وأنتهي إلى أمرك ؟ فكتب وقرأته : اقبل منهم إذا أهدي اليك دراهم أو غيرها ، فإن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) لم يرد هدية على يهودي ولا نصراني . وعنه (صلى الله عليه وآله) - لعايشة لما أهدت إليها امرأة مسكينة هدية فلم تقبلها رحمة لها -: ألا قبلتيها منها وكافيتيها منها! فلا ترى أنك حقرتيها! يا عائشة تواضعي فإن الله يحب المتواضعين ويبغض المستكبرين دمتم في رعاية الله