بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اهلا بكم في تطبيقكم المجيب
هذا المضمون وارد في روايات كثيرة قد تبلغ حد الاستفاضة وانقل لكم بعضا منها:
عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن من الصلاة لما يقبل نصفها وثلثها وربعها وخمسها إلى العشر، وإن منها لما يلف كما يلف الثوب الخلق فيضرب بها وجه صاحبها، وإنما لك من صلاتك ما أقبلت عليه بقلبك (1).
وعن الإمام الصادق (عليه السلام): ما لك من صلاتك الا ما أقبلت عليه فيها، فإن أوهمها كلها أو غفل عن أدائها لفت فضرب بها وجه صاحبها (2).
وفيما أوحى الله إلى داود (عليه السلام): لربما صلى العبد فأضرب بها وجهه وأحجب عني صوته، أتدري من ذلك يا داود؟! ذلك الذي يكثر الالتفات إلى حرم المؤمنين بعين الفسق، وذلك الذي حدثته نفسه لو ولي أمرا لضرب فيه الأعناق ظلما (3).
عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): بنيت الصلاة على أربعة أسهم: سهم منها إسباغ الوضوء، وسهم منها الركوع، وسهم منها السجود، وسهم منها الخشوع ... المزید وإذا لم يتم سهامها صعدت ولها ظلمة وغلقت أبواب السماء دونها، وتقول: ضيعتني ضيعك الله، ويضرب بها وجهه (4).
وعن الإمام الصادق (عليه السلام): الصلاة وكل بها ملك ليس له عمل غيرها، فإذا فرغ منها قبضها ثم صعد بها، فإن كانت مما تقبل قبلت، وإن كانت مما لا تقبل قيل له: ردها على عبدي، فينزل بها حتى يضرب بها وجهه، ثم يقول: أف لك، ما يزال لك عمل يعنيني (5).
ومن كل هذا يتضح جليا ان هذه الحالة التي يمر بها بعض الناس وهو السهو في صلاته او حالة عدم الاهتمام بالصلاة لها تبعات في قبول الصلاة وعدم قبولها ومن هنا لابد على الانسان ان يتانى اولا في صلاته وينتبه لصلاته فيحاول ان يسيطر على طائر خياله بان لا يذهب اين ما يريد بل كلما حاول الخيار ان يذهب بعيدا عن الصلاة يمسكه ويحافظ عليه وشيئا فشيئا يحصل عنده الحضور القلبي ويخشع في صلاته وعلامة قبول الصلاة هو حالة حضور القلب في الصلاة والتركيز على الكلمات التي يتلفظ بها ويركز في معانيها ويتدبها كي تحصل عنده حالة الارتباط القلبي وان لا يكثر من الحركة في اثناء الصلاة بالعبث بيده او ملابسه او شيء من هذا القبيل فهذا كله وغيره له تاثير واضح في حضور القلب والخشوع في الصلاة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) البحار: ٨٤ / ٢٦٠ / ٥٩.
(2) البحار: ٨٤ / ٢٦٠ / ٥٩.
(3) البحار: ٨٤ / ٢٥٧ / ٥٥.
(4) دعائم الإسلام: ١ / ١٥٨.
(5) الكافي: ٣ / ٤٨٨ / ١٠.
تحياتي لكم
ودمتم بحفظ الله ورعايته