السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قد ذكر صاحب الميزان في معنى دخول إبليس الجنة وخروجه منها، أقوال نوجزها فيما يلي:
أ- يجوز أن يكون الأمر بالخروج كناية عن النهي عن المقام فيها بين الملائكة.
ب- إن كلامه تعالى خالٍ عن دخول إبليس الجنة، فلا مورد للاستشكال، وإنما ورد ما ورد من حديث الدخول في الروايات وهي آحاد، مع احتمال النقل بالمعنى المروي.
وأقصى ما يدل من كلامه تعالى على دخول إبليس الجنة قوله تعالى حكاية عن إبليس: (( مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَن هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَينِ أَو تَكُونَا مِنَ الخَالِدِينَ )) (الأعراف:20).
حيث أتى بلفظة (هذه) وهي للإشارة من قريب، لكنها لو دلت على القرب المكاني الذي يقتضي الدخول لدلت في قوله تعالى: (( وَلا تَقرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ )) (البقرة:35). على مثله فيه تعالى، مع أنه عز وجل منزه عن المكان والزمان وما يجري على عالم الإمكان.
ج- إن رجوع الضمير في قوله: (( فَاخرُج مِنهَا )) (القصص:21)، إلى الجنة غير ظاهر من الآية لعدم كر الجنة في الكلام سابقاً وعدم العهد بها، فمن الجائز أن يكون المراد بالخروج الخروج من المنزلة والكرامة، فتأمل. (يُنظر الميزان ج1/ 142 ـ 144).