السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم ، نشكر تواصلك معنا
هي كل امرأة عقد عليها رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم ودخل بها، وذكر بعض الفقهاء أنّه لا فرق في إطلاق أم المؤمنين على من ماتت في حياة النبي صلی الله عليه وآله وسلم أو ماتت بعد وفاته صلی الله عليه وآله وسلم. وقد وردت في الفقه بعض الأحكام المتعلّقة باُمّهات المؤمنين، منها: حرمة نكاحهنّ، ووجوب احترامهنّ وتكريمهنّ.
إن أم المؤمنين تعني أساساً أن على المسلمين أن يعاملوا زوجات النبي كالأمهات أي أن يكلموهن بأحترام ويعاملوهن بأحترام وقد كان في هذه التسمية فائدة لتكريم النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهي أن بعد وفاته لن يستطيع أحد من رجال المسلمين أن يتزوج أياً من زوجاته؛ لأنهن بمثابة أمهاتهم وزواج الولد من الأم لا يجوز كما هو معلوم.
وهذا اللقب مأخوذ من الآية القرآنية: ﴿النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ﴾.
وإن تشبيه أزواج النبي بأمهات المؤمنين في القرآن الكريم تشبيه ببعض آثار الأمومة وليس بكل آثارها؛ فلا أحد يستطيع أن يدعي أن أزواج رسول الله (ص) محارم لكل المؤمنين وتترتب عليهن وعليهم كل أحكام المحرمية و آثارها كجواز النظر وغيرها. و أيضا لا يستطيع أحد أن يدعي إن المؤمنين يرثون أزواج رسول الله و هن أيضا يرثن كل المؤمنين؛ بل الأثر الوحيد طبقا للروايات، هو حرمة الزواج بهن بعد رسول الله (ص). و لا يستفاد من هذه الآية اكثر من هذا.
و لا يعني هذا اللقب (أم المؤمنين) أن زوجات النبي أفضل نساء العالمين أو أنهن معصومات أو أنهن من المبشرات بالجنة أو إن انتقاد ما تكلمن به أو قمن به يعتبر طعنا في الدين أو في عرض النبي أو يعتبر فسوقا؛ بل إ ن النص القرآني يصرح بمضاعفة مسئولياتهن الشرعية بأختيارهن البقاء مع النبي (ص) و إن ارتكبن ذنب يضاعف لهن العذاب؛ قال تعالى: ﴿يا نِساءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضاعَفْ لَهَا الْعَذابُ ضِعْفَيْنِ وَ كانَ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسيراً﴾.
دمتم في رعاية الله