السیاسات و الشروط
( 19 سنة ) - العراق
منذ سنتين

تفسير

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هل ان تفسير الآية ويل للمطففين ينطبق فقط على تعامل البيع والشراء أم انه يشمل التعامل بالحقوق على اختلاف انواعها ؟


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم ، نشكر تواصلك معنا جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - الشيخ ناصر مكارم الشيرازي - ج ٢٠ - الصفحة ١٦-١٧: ومما ينبغي الالتفات إليه.. إن الآيات وإن تحدثت عن التطفيف في الكيل والوزن، ولكن، لا ينبغي حصر مفهومها بهما، فالتطفيف يشمل حتى العدد، وليس من البعيد أن تكون الآيات قد أشارت إلى إنقاص ما يؤدي من خدمة مقابل أجر، كما لو سرق العامل أو الموظف من وقت عمله، فإنه والحال هذه سيكون في حظيرة " المطففين " المذمومين بشدة في الآيات المباركة المذكورة. ويتوسع البعض في مفهوم الآية أكثر وأكثر حتى يجعل أي تجاوز لحدود الله، وأي إنقاص أو اخلال في الروابط الاجتماعية أو انحلال في الضوابط الأخلاقية، إنما هو مفردات ومصاديق لهذا المفهوم. ومع أن ظاهر ألفاظ الآية لا يرمز إلى هذه المعاني، ولكنها لا تخلو من مناسبة. ولذا، فقد ورد عن ابن عباس، أنه قال: (الصلاة مكيال، فمن وفى، وفى الله له، ومن طفف، قد سمعتم ما قال الله في المطففين) (1). ويهدد القرآن الكريم المطففين، باستفهام توبيخي: ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون. ليوم عظيم. يوم عظيم في: عذابه، حسابه وأهواله. يوم يقوم الناس لرب العالمين. أي، إنهم لو كانوا يعتقدون بالبعث والحساب: وأن أعمالهم مسجلة وستعرض كاملة في محكمة العدل الإلهي بخيرها وشرها، وكبيرها وحقيرها، لو كانوا يعتقدون ذلك، لما ظلموا أحدا، ولأعطوا الناس حقوقهم كاملة. وقد اعتبر كثير من المفسرين: إن " الظن " الوارد في الآية من " يظن " بمعنى (اليقين): كما هو في الآية (249) من سورة البقرة: قال الذين يظنون أنهم ملاقوا الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله، وهذه الآية كانت تتحدث عن المراحل المختلفة لإيمان واستقامة بعض بني إسرائيل. ومما يشهد على ما ذكر أيضا، ما روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في تفسير الآية: ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم، أنه قال: " أليس يوقنون أنهم مبعوثون "؟ (1) وروي عنه (عليه السلام) أيضا، أنه قال: " الظن ظنان، ظن شك وظن يقين، فما كان من أمر المعاد من الظن فهو ظن يقين، وما كان من أمر الدنيا فهو على الشك ". (2) واحتمل البعض: إن " الظن " الوارد في الآية، هو ذات " الظن " المتعارف عليه في زماننا، وهو غير اليقين، فيكون إشارة إلى أن الإيمان بالقيامة يترك أثرا في روح الإنسان، يجعله يتنزه عن الوقوع في الذنوب والظلم، حتى وإن كان ذلك الإيمان بنسبة " الظن ".. فكيف به إن كان يقينا؟!ويصطلح العلماء على هذا المعنى، عنوان (دفع الضرر المظنون) أو (دفع الضرر المحتمل). فيكون مفهوم الآية، على ضوء ما ورد: ليس المطففين العاصين لا يملكون اليقين بوجود يوم القيامة، بل إنهم لا يظنون بذلك أيضا. (ويبدو أن التفسير الأول أنسب). دمتم في رعاية الله