والي ( 44 سنة ) - العراق
منذ سنتين

القرأن

السلام عليكم، لماذا اغلب كلام الله في القرأن عن بني اسرائيل،، ودمتم في حفظ الله ورعايته


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم ، نشكر تواصلك معنا لا ريب ان كثرة ذكر بني اسرائيل في القرآن تستدعي الانتباه و التساؤل، فلماذا تكررت ؟ و لماذا كل هذه المتابعة لحياتهم؟ و قد تنبه المفسرون الى هذة النقطة الجوهرية و حاولوا الإجابة عنها، و منهم السيد الطباطبائي(قدس) في تفسير الميزان، حيث عقد بحثاً للإجابة عن هذة المسألة، فقد جاء في تفسير الميزان - ج ١ - الصفحة ٢٠٩-٢١٠: أكثر الامم الماضية قصة في القرآن أمة بني إسرائيل، وأكثر الأنبياء ذكرا فيه موسى بن عمران عليه السلام، فقد ذكر اسمه في القرآن، في مائة وستة وثلاثين موضعا ضعف ما ذكر إبراهيم عليه السلام الذي هو أكثر الأنبياء ذكرا بعد موسى، فقد ذكر في تسعة وستين موضعا على ما قيل فيهما، والوجه الظاهر فيه أن الاسلام هو الدين الحنيف المبني على التوحيد الذي أسس أساسه إبراهيم عليه السلام وأتمه الله سبحانه وأكمله لنبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم قال تعالى: (ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل) الحج - 78، وبنو إسرائيل أكثر الأمم لجاجا وخصاما، وأبعدهم من الانقياد للحق، كما أنه كان كفار العرب الذين ابتلى بهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على هذه الصفة، فقد آل الامر إلى أن نزل فيهم: (إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون) البقرة - 6. ولا ترى رذيلة من رذائل بني إسرائيل في قسوتهم وجفوتهم مما ذكره القرآن إلا وهو موجود فيهم، وكيف كان فأنت إذا تأملت قصص بني إسرائيل المذكورة في القرآن، وأمعنت فيها، وما فيها من أسرار أخلاقهم وجدت أنهم كانوا قوما غائرين في المادة مكبين على ما يعطيه الحس من لذائذ الحياة الصورية، فقد كانت هذه الأمة لا تؤمن بما وراء الحس، ولا تنقاد إلا إلى اللذة والكمال المادي وهم اليوم كذلك. وهذا الشأن هو الذي صير عقلهم وإرادتهم تحت انقياد الحس والمادة، لا يعقلون إلا ما يجوزانه، ولا يريدون إلا ما يرخصان لهم ذلك فانقياد الحس يوجب لهم أن لا يقبلوا قولا إلا إذا دل عليه الحس، وإن كان حقا وانقياد المادة اقتضى فيهم أن يقبلوا كل ما يريده أو يستحسنه لهم كبراؤهم ممن أوتي جمال المادة، وزخرف الحياة وإن لم يكن حقا، فأنتج ذلك فيهم التناقض قولا وفعلا، فهم يذمون كل اتباع باسم أنه تقليد وإن كان مما ينبغي إذا كان بعيدا من حسهم، ويمدحون كل اتباع باسم أنه حظ الحياة، وان كان مما لا ينبغي إذا كان ملائما لهوساتهم المادية، وقد ساعدهم على ذلك وأعانهم على مكثهم الممتد وقطونهم الطويل بمصر تحت استذلال المصريين، واسترقاقهم، وتعذيبهم، يسومونهم سوء العذاب ويذبحون أبناءهم ويستحيون نساءهم وفي ذلك بلاء من ربهم عظيم. وبالجملة فكانوا لذلك صعبة الانقياد لما يأمرهم به أنبيائهم، والربانيون من علمائهم مما فيه صلاح معاشهم ومعادهم (تذكر في ذلك مواقفهم مع موسى وغيره) وسريعة اللحوق إلى ما يدعوهم المغرضون والمستكبرون منهم. واذا استعرضنا الآيات التي وردت في حق بني اسرائيل و اليهود في القرآن الكريم نراها تتحدث عن وجود السلبيات في حياتهم بصورة كبيرة جداً، و سنذكر لكم العناوين التي جاءت في القرآن الكريم و هي: 1ـ فصول من قصص بني اسرائيل و الآيات التي انزلها الله عليهم. 2ـ بيان بعض النعم التي وهبها الله تعالي لبني اسرائيل. 3ـ عاقبة بني اسرائيل‏. 4ـتيه بني اسرائيل و حالهم مدة التيه‏. 6ـ فساد بين اسرائيل‏. 7ـ فساد بني اسرائيل في الارض مرتين و انتقام الله. 8ـ سيرة بني اسرائيل المؤلمة مع ابنائهم‏. 9ـسبب تحريم بعض الطيبات علي بني اسرائيل. 10ـ اختلاف بني اسرائيل في السبت‏. 11ـ اعتقاد بني اسرائيل بانهم شعب الله المختار. 12ـ قصة البقرة. 13ـ اهانة بني اسرائيل لمقام الربوبية. 14ـ ينسب بنو اسرائيل «الاستهزاء » الي ربهم. 15ـ طبيعة الاستكبار و العناد عند بني اسرائيل‏. 16ـ عناد بني اسرائيل. 17ـ قساوة بني اسرائيل. 18ـ رد بني اسرائيل أمر موسي(ع) 19ـ سمي الله تعالي بني اسرائيل فاسقين في القرآن. 20ـ حجة بني اسرائيل لعدم ايمانهم بالنبي محمد(ص). 21ـ تمردهم و عقوبة الله تعالي. 22ـ نفاق اليهود. 23ـ يعتبر اليهود علم الله ناقصاً. 24ـ نماذج من نعم الله علي اليهود. 25ـ معني قول اليهود «يد الله مغلولة». 26ـ لعنة الله علي اليهود. 27ـ سبب عداء اليهود للاسلام. 28ـلماذا زاد نزول القرآن في حسد اليهود و كفرهم؟ 29ـ ما رد فعل اليهود في مقابل الدعوة الاسلامية؟ 30ـ ما الدليل علي ان اليهود كانوا افضل الموجودات؟ 31ـ تغيير احكام التوراة بواسطة اليهود. 32ـ كان اليهود يستفتحون علي الذين كفروا بالنبي قبل بعثته و لكنهم كفروا به بعد البعثة. 33ـ اعذار اليهود لكي لا يؤمنوا. 34ـ ينسب اليهود سحرهم الي سليمان(ع) و الملكين ببابل هاروت و ماروت. 35ـ حسد اليهود لان الكتاب انزل علي غيرهم. 36ـ غزوة الاحزاب و دور اليهود فيها. 37ـ ينسب القرآن الكريم اخراج بني النضير من ديارهم الي الله. 38ـ قصة يهود بني النضير. 39ـ المنافقون و وعودهم لبني النضير. 40ـ القرآن يطلب من اليهود الذين يدعون بأنهم اولياء الله ان يتمنوا الموت ان كانوا صادقين. 41ـ عدم تمنيهم الموت دليل علي ظلمهم. هذه مجموعة من العناوين التي وردت في القرآن الكريم اما بصورة صريحة او بصورة غير صريحة و قد استعرضها السيد الطباطبائي في موسوعته التفسيرية «تفسير الميزان». و اذا تاملنا فيها نجد ان الغالب فيها هو الذم لبني اسرائيل و ليس المدح. دمتم في رعاية الله