( 18 سنة ) - العراق
منذ سنتين

التقية

كيف نعمل بالتقية و هي تسبب تعطيل الحدود و الاحكام الالهية والشرعية ؟


التقيّة أصلٌ قرآنيّ وعقلاني ولا يمكن لأحد إنكاره، والآيتان التاليتان أوضح دليل عليه: إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ ... ﴾ 1.﴿ ... إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً ... ﴾ 2.﴿ ... ولكن للتقيّة حدود وضوابط، فلو تعرّض أصل الدِّين للزوال أو توقّف الأمر على إحدى الكبائر كإراقة دم المؤمن أو محاربة أولياء الله، فتكون التقيّة حينئذ حراماً، وكلام أمير المؤمنين (عليه السلام) السابق ناظر إلى هذه الموارد التي لا تجوز فيها التقيّة. والجملة التي تقول: « خيرٌ من حياة في معصية الله» ناظرة إلى حدّ التقية. لقد بسط معاوية سلطانه على جميع البلدان الإسلاميّة بعد ستّة أشهر من هذه الخطبة التي ألقاها أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام)، حيث قام معاوية بتقريب أصحاب الباطل وأغدق عليهم الأموال الطائلة ولاحق المطالبين بالحقّ والعدل في كلّ الأصقاع وقضى عليهم ، والإمام (عليه السلام) في هذا الزمان يقول حذارَ من أن تكونوا مع معاوية وأصحابه وتشاركوا في جرائمهم، ولذلك فإنّ الشيعة في ذلك الوقت لم يقفوا مع معاوية، رغم كلّ محاولاته لإغرائهم بالمال، أو عن طريق إبادتهم بالقتل الجماعي، كما فعل مع حجر بن عديّ وعمرو الحمق من الصحابة الأجلاّء 3. 1.القران الكريم: سورة النحل (16)، الآية: 106، الصفحة: 279. 2.القران الكريم: سورة آل عمران (3)، الآية: 28، الصفحة: 53. 3. هذه الإجابة نُشرت على الموقع الالكتروني الرسمي لسماحة آية الله العظمى الشيخ جعفر السبحاني دامت بركاته، السؤال 90.

1