سعود القطان ( 59 سنة ) - الكويت
منذ سنتين

تفسير الاية

السلام عليكم ، الآية : قوله : ( يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه وصاحبته وأخيه وفصيلته التي تؤويه ومن في الأرض جميعا ثم ينجيه ) والآية الثانية: قوله تعالى: (( يَومَ يَفرّ المَرء من أَخيه وَأمّه وَأَبيه وَصَاحبَته وَبَنيه لكلّ امرئ منهم يَومَئذ شَأنٌ يغنيه )) في الآية الاولي تقول ( يفتدي ) والآية الثانية تقول (يفر ) فلماذا لم يذكر الابوين في الآية الاولى ؟


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك ايها السائل الكريم ، نشكر تواصلك معنا السِّرُّ في عَدمِ ذِكْرِ الأبِ والأمِّ في سُورَةِ المَعارِجِ عندَ ذِكْرِ مَن يَفتَدِي بهِم المُجرِمُ يومَ القِيَامةِ تَخلُّصاً مِن عَذابِ اللهِ حينَ قَالَ سُبحانَه: {يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ (11) وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ (12) وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ (13) وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنْجِيهِ (14) }. وذِكْرِهِم عندَ الفِرَارِ منَ العَذابِ في سُورَةِ عَبَس، حينَ قَالَ سُبحانَه: {يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36)}. أن الإنسَانَ لا يَقدِرُ على الإفتِدَاءِ بأمِّه وأبِيهِ لمَنزِلَتِهِما العَظِيمَةِ عندَ اللهِ (عزَّ وجلَّ)، فقَد أكرَمَ اللهُ (عزَّ وجلَّ) الأبوَينِ إكرَاماً لم يَكُنْ له مَثِيلٌ أبداً، وقَرنَ شُكرَهُ بشُكرِهِما حينَ قَالَ تعَالى: {اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ} وحينَ قَرنَ طَاعتَه وعِبادَتَه بالإحسَانِ إليْهِما حينَ قَالَ سُبحانَه: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}، وحتى قِيلَ: إنَّه مِن عَظِيمِ مَنزِلَةِ الأبوَينِ أنَّ اللهَ (عزَّ وجلَّ) جَعلَ النَّبيَّ المُصطَفَى (صلى الله عليه وآله وسلم) يَتِيماً خَشيَةَ أنْ لا يَبقَى عليْه حَقٌّ لا يَقدِرُ على الإيفَاءِ به وهو سيِّدُ الخَلقِ والكَائِنَاتِ، لذا أعفَاهُ اللهُ (عزَّ وجلَّ) منَ الحقِّ المَذكُورِ. وأمامَ هذا كُلِّه لا يَقدِرُ الإنسَانُ على الإفتِدَاءِ بأمِّه وأبِيهِ حتى لو كانَ في أشدِّ المَواقِفِ وأعْظَمِها. وذكر بعض المحققين أن السبب في عدم التصريح بالوالدين في سورة المعارج هو الاكتفاء بدخولهما في الفصيلة في قوله (وفصيلته) فهي شاملة للأبوين, ولم يُفرَد الأبوانِ بالذكر لأجل الإيجاز, فهما داخلان في عموم الفصيلة. دمتم في رعاية الباري ، مؤسسة البرهان المبين