قبل تسع سنوات ( 21 سنة )
منذ سنتين

مفهوم القضاء والقدر

سلام عليكم اخواني الكرام الذي فهمته من جوابكم حلو القضاء والقدر نحن لنا اقدارنا ولكن لسنا مجبرين وعليها وبتالي فأن هناك اشياء بمكانها ان ترد القدر وهو الدعاء أليس كذالك ؟ هل هذا ما أردتم مني ان افهمه؟ شكرا لكم مجددا⚘


بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بكم في تطبيقكم المجيب ما تفضل به جنابكم ليس هو معنى الاختيار لا ينافي القضاء والقدر وانما يدخل في القضاء والقدر ايضا وما ارفقناه لكم من الجواب يمكن بيانه لكم بمثال كي تتضح لكم الصورة اكثر : ان الله قدر في السكين ان تكون قاطعة للاشياء فالسكين تقطع القماش وتقطع الحبال وتقطع اللحم فهذا قدر السكين انها قاطعة لهذه الاشياء اما استعمال السكين في واحد من هذه الامور فهذه لم يقدرها الله تعالى انما ترجع لاختيار الانسان فاذا جاء الانسان واخذ السكن وقطع الحبل بها فان الله تعالى يقضي على الحبل ان ينقطع ولو شاء الانسان ان يستعمل السكين في قطع اللحم لاجل صنع طعام للفقراء فان الله تعالى قضى على اللحم ان ينقطع فهنا اختار الانسان شيئا صالحا فيما قدره الله تعالى في السكين واجرى الله تعالى قضاءه على اللحم ان يتاثر بما قدره في السكين وبامكان الانسان ان يستعمل اسكين استعمالا خاطئا بان يقتل بها شخصا بريئا فان الله تعالى قضى على المطعون بالسكني ان السكين تفعل فعلها الذي قدره فيها وهو القطع فتؤدي الى قطع لحمه وبالتالي موته فلاحظ اخي الكريم ان الانسان يختار ان يستثمر ما قدره الله تعالى في الاشياء اما في الخير او في الشر ناخذ مثالا اخر قدر الله تعالى على الحائط اذا سقط يؤثر اثره على من يسقط عليه وهنا الانسان بالخيار بامكانه ان يجلس تحت الحائط فيقع عليه الحائط فيقضي الله تعالى الاثر على من جلس تحت الحائط فيموت لان قدر الحائط انه يؤثر الموت على الانسان لو سقط عليه وبامكان الانسان ان يبتعد عن الحائط واذا سقط الحائط لا يصيبه شيء لان الله قضى على من يبتعد عن الحائط انه لا يتاثر بما قدره في الحائط من التاثير فيمن سقط عليه وهذا ما ذكره امير المؤمنين فعن ابن نباته قال: إن أمير المؤمنين (عليه السلام) عدل من عند حائط مائل إلى حائط آخر، فقيل له: يا أمير المؤمنين تفر من قضاء الله؟ قال: ((أفر من قضاء الله إلى قدر الله عز وجل)) فلاحظ اخي الكريم جواب امير المؤمنين عليه السلام فان الله قضى على من يجلس تحت الجدار انه يموت اذا وقع عليه الجدار فالامر فر من هذا القضاء الى قدر الله وهو ان الله تعالى قدر على الحائط ان لا يؤثر على من يكون بعيدا عنه. واقربها مثال ابسط من كل هذه انا اعطيك مسدسا واقول لك هذا انا صنعته اذا ضغتطت على الزناد فان الرصاصة تخرج منه وتؤثر فعلها في الاشياء فان ضربت به الخشب يحدث ثقبا فيها وان ضربت انسانا فانه يؤدي الى جرحه او قتله فانا اذا اعطيته هكذا شيء لا يعني اني اجبرته على استعماله استعمالا خاطئا او صحيحا بل اختيار نوع الاستعمال بيده فاذا جاء واستعمله على الانسان فان ما جعلته من الامكانيات في المسدس سوف تعمل وتقتل الانسان فيقضى على الانسان بسب ما جعلته من القدر في المسدس فهنا لا يمكن ان تقول لي ااني انا الذي صنعت المسدس اجبرته على ان يقتل به انسانا بريئا ابدا فالقاتل هو الذي يتحمل سوء فعله لانه اختار الشر ولم يختر الخير. وكل امور حياتنا على هذا المنوال فالقدر هو ما حدده الله تعالى من القدرات والامكانيات في الاشياء والقضاء هو فاعلية هذه الحدود فمن يختارها في الخير جرى قضاء الله فيما اوجده من القدر في الاشياء وان استعمله في الشر جرى قضاء الله فيما اوجده من القدر في الاشياء ومن هنا يثاب الاسنان على ما يختاره من خير ويعاقب على ما يختاره من شر فكل شيء مسخر له تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله ورعايته

2