السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم ، نشكر تواصلك معنا
جاء في كتاب الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - الشيخ ناصر مكارم الشيرازي - ج ١٤ - الصفحة٣٠٢- ٣٠٣:
ثم يصدر الباري عز وجل أوامره إلى ملائكته المكلفين بإرسال المجرمين إلى جهنم أن احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون.
نعم احشروهم وما كانوا يعبدون من دون الله فاهدوهم إلى صراط الجحيم.
(احشروا) مشتقة من (حشر) ويقول الراغب في مفرداته: إنها تعني إخراج الجماعة عن مقرهم وإزعاجهم عنه إلى الحرب ونحوها.
وهذه الكلمة تأتي بمعنى " تجميع " في الكثير من الحالات.
على كل حال، فالخطاب هنا إما أن يكون من جانب الله عز وجل، أو من طائفة من الملائكة إلى طائفة أخرى مكلفة بسوق المجرمين إلى الجحيم والنتيجة واحدة.
(أزواج) هنا إما أن تشير إلى زوجات المجرمين والمشركين، أو إلى من يعتقد اعتقادهم ويعمل عملهم ومن هو على شاكلتهم، لأن هذه الكلمة تشمل المعنيين، حيث نقرأ في سورة الواقعة الآية (7) وكنتم أزواجا ثلاثة.
وبهذا يحشر المشركون مع المشركين والأشرار، وذوو القلوب العمياء مع نظائرهم، ثم يساقون إلى جهنم.
أو أن المقصود من الأزواج هم الشياطين الذين كانوا يشابهونهم في الشكل والعمل.
المهم، هو عدم وجود أي اختلاف بين هذه المعاني الثلاثة، ومن الممكن أن تجتمع في مفهوم الآية.
جملة ما كانوا يعبدون تشير إلى آلهة المشركين، كالأصنام والشياطين والطغاة المتجبرين والفراعنة والنماردة، وعبرت عنها ب ما كانوا يعبدون لكون أغلب تلك الآلهة موجودات عديمة الحياة وغير عاقلة، وقد اصطلح عليها بهذا التعبير لأنه يعطي طابع التغليب.
دمتم في رعاية الباري ، مؤسسة البرهان المبين