محمد الساعدي ( 20 سنة ) - العراق
منذ سنتين

الزواج

ما الغرض من الزواج في الاسلام؟


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك ايها السائل الكريم ، نشكر تواصلك معنا إن الإسلام قد حثّ ورغّب في الزواج و وجعل له مكانة قلّ نظيرها حتى قال النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم:"ما بني بناء في الإسلام أحب إلى اللَّه عزّ وجلّ من التزويجً. فالزواج رابطة شرعية تربط بين الرجل والمرأة، يحفظ بها النوع البشري. ولقد أجازتها الشرائع السماوية المتقدمة بأجمعها، وأكّد الإسلام عليها وندب إليها الشارع هكذا في كل تشريعاته. وبناء على ما للزواج من خطورة ومكانة مهمة في النظام الاجتماعي، تولّى الشارع المقدس رعايته بدقة وتفصيل، حيث فصّل قواعده، وحدّد أحكامه منذ اللحظات الأولى للتفكير فيه حتى إتمامه، حيث يتم الاستمتاع لكل من الزوجين بشريك حياته. كما ورد في المأثور عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "ما استفاد امرؤ فائدة بعد الإسلام أفضل من زوجة مسلمة، تسره إذا نظر إليها، وتطيعه إذا أمرها وتحفظه إذا غاب عنها في نفسها وماله" ومن أهم الفوائد المترتبة على الزواج: ١-الزواج سكن للنفس: يعتبر الزواج عاملاً لإيجاد السكن والاطمئنان النفسي لدى كل من الرجل والمرأة ولذلك نجد أحدهما ناقصاً دون الآخر وهما في الحقيقة يشكلان وجوداً متكاملاً إذ يستند كل منهما إلى شريكه، فإن المرأة كما يقرّه القرآن الكريم والعلوم الطبيعية والنفسية هي موطن سكن الرجل واستقراره وهو كذلك بالنسبة إليها، ونلاحظ أن وصف (السكن) استخدم في الكتاب الكريم ضمن الحديث عن خلق نعمة الليل للنوم وعن خلق الأزواج فحال الذي لا زوجة له وحال التي لا زوج لها هو كحال الشخص الذي يفتقد الراحة والنوم وهذا جزء يسير من مدلول قوله تعالى:﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً...﴾(الروم:21). على ما للتبادل بين الطرفين الموجب والقابل من نتائج ولذا كان الجعل منه سبحانه مودة ورحمة ليتضح محل كل من الزوجين في هذا التركيب المبارك كما أحبّه اللَّه تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم . ٢-كلا الزوجين زينة للآخر: ومثلما يوضح القرآن أنّ كُلاًّ من الرجل والمرأة عامل استقرار للآخر يؤكد كذلك أنّ‏َ كلاًّ منهما زينة للآخر، يقول تعالى:﴿... هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ...﴾(البقرة:187). فالآية الكريمة تؤكد أن الرجل والمرأة كل منهما زينة للآخر، فيجب حفظ هذه الزينة يقول مولانا الصادق‏ عليه السلام: "المرأة قلادة فانظر إلى ما تُقلَّده" . ولذلك يجب الاهتمام باختيارها، ثم يتابع عليه السلام التأكيد لأهميَّة أمر الاختيار، فيقول: "ليس للمرأة خطر، لا لصالحتهن ولا لطالحتهن، أمَّا صالحتهن، فليس خطرها الذهب والفضة، بل هي خير من الذهب والفضة. وأمَّا طالحتهن، فليس التراب خطرها، بل التراب خير منها". ونفس الأمر يصدق على الرجل، فلو كان يتحلى بالخلق الرفيع وكانت زوجته راضية عنه، فهو نعمة كبرى للمرأة تفوق كلّ الدنيا وما فيها. فالإمام الصادق عليه السلام يُبين هنا أن على الزوجين أن يعرفا عظمة قدر النعمة التي هما فيها، إذا كانا منسجمين فيما بينهما وكان كل منهما زينة للآخر. ٣-موطن السلوى والسرور: إضافةً إلى كون كل من الزوجين سكناً وزينة للآخر، فإن كلا منهما سلوى وعامل للترفيه عن شريكه، وأفضل عامل في هذا المجال إذا كان البيت هو حقاً كما يريده الإسلام وكان سلوك كل منهما على وفق تعاليمه. ولذلك فإن الأزواج الناجحين هم من تتطلَّع قلوبهم دوماً إلى بيوتهم والعودة إليها بعد انتهاء عملهم اليومي، لكي يذهبوا عن أنفسهم فيها التعب والنصب والهموم، ويستعيدوا الحيوية والنشاط. وكذلك الزوجة الناجحة فهي التي تحرص على انتظار زوجها لتفتح له الباب بنفسها، وتزيل تعبه ونصبه بنظرة وابتسامة واحدة، واستقبال تكريمي يحمل في أعماقه أجمل المعاني المعبّرة عن دورها السامي واشتراكها معه سواء في حضوره أو غيابه. ولهذا يقول النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم:"ما استفاد امرؤ مسلم فائدة بعد الإسلام أفضل من زوجة مسلمة تسره إذا نظر إليها". ٤-تكوين لأسرة كريمة: إن تكوين الأسرة بحد ذاته أمر هام جداً وله في الإسلام أبعاد لا يمكن احصاؤها ولا تعداد فوائدها ويصغر في مقابلها أمر تلبية الغريزة على الرغم من أنه مطلوب في قناته الصحيحة وحيث أراده اللَّه تعالى. ٥-تهذيب للنفس البشرية: ومن الفوائد المهمة للزواج أنه عامل قوي ومساعد على برنامج الإسلام في تهذيب النفس وتحليها بالأخلاق الفاضلة وتخليها عن الأخلاق الرذيلة. يقول النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم:"ايّما شاب تزوّج في حداثة سنّه عجّ شيطانه: يا ويله! عصم مني دينه" وفي الحديث:"إذا تزوج العبد فقد استكمل نصف الدين فليتق اللَّه في النصف الباقي" وعليه من يزهد في أن يقطع نصف الشوط في طريقه إلى اللَّه تعالى؟! ٦-زيادة للرزق : يقول تعالى:﴿وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾(النور:32). ويقول النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "اتخذوا الأهل فإنه أرزق لكم". وفي المقابل ورد ذم من يترك الزواج مخافة الفقر ويتأخر إلى أن يتقدم في العمر عازفاً عن ذلك ومنتظراً أن يمتلك بيتاً وسيارة ورصيداً في البنك وغير ذلك، حيث يرى أن من المعيب أن يتزوج في بيت مستأجر أو قبل أن يمتلك سيارة وما شاكل هذه الأمور مما يبتلي به البعض من الناس في تعامله مع قضية الزواج ويضع عثرات في طريقه. يقول مولانا الصادق عليه السلام:"من ترك التزويج مخافة الفقر فقد أساء الظن باللَّه عزّ وجلّ، إن اللَّه عزّ وجلّ يقول: (إن يكونوا فقراء يغنهم اللَّه من فضله)". وفي الحديث:"من ترك التزويج مخافة العيلة فليس منّا". من هنا تعرف أن ظاهرة تأجيل التزويج أو تعليقه على أمور كثيرة أو صعبة المنال في القريب العاجل، غير سليمة بل الرؤية الإسلامية تشجع على الزواج المبكر مع مراعاة الشروط والحيثيات المعتبرة فيه. من الكفاءة واللياقة والدين والأخلاق والتعاون على التقوى. دمتم في رعاية الباري ، مؤسسة البرهان المبين

7