( 23 سنة ) - سويسرا
منذ سنتين

الزواج

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أريد الزواج ولكنّي كثير الشك، وأخاف من العلاقات؛ بسبب المشاكل التي حدثت معي سابقاً. فما الحل؟


وعليكم ورحمة الله و بركاته إنّ الشيء الذي تعاني منه يُعرف بالشكوك الوسواسية، فالوسواس هو الذي فرض نفسه عليك، وجعلك تسترسل، وتفسّر، وتؤول موضوع النساء من زاوية سلبية بحتة. هذا النوع من الفكر يجب أن تُعيد النقاش والحوار مع نفسك، فالنساء نعم قد يكون هنالك مَن هي غير سوية في تصرفاتها، لكن نستطيع أن نقول: إنّه وبفضل من الله تعالى أغلب نسائنا بخير وعلى خير ودين وعفّة وطهارة، يجب أن تسوّق نوعية هذا الفكر لنفسك، وهذا ليس فيه أيّ نوعٍ من الخداع للنفس. والإنسان دائماً يسأل الله تعالى أن يحفظه في نفسه وفي بيته وفي أهله وفي ماله وعرضه، هذه أسس مهمة جدّاً؛ لتخفيف وطأة مثل هذا الفكر الوسواسي المستحوذ عليك. وبعد أن تخفّ وطأة هذه الوسواس عن طريق الابتعاد عن هذا الوساوس، فلا بدّ أن تجتهد من نفسك وتحقّر هذه الأفكار، وتكون أكثر تفاؤلاً، وتسعى لأن تُحسن الظن، وهذا ما أشار إليه الكتاب المجيد ، قال تعالى: {عسى ربه إن طلقكن أن يُبدله أزواجًا خيرًا منكنَّ مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيبات وأبكارًا}. (التحريم:آية٥)، وقال عنهنَّ: {فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله}(النساء: آية٣٤)، وقال في عموم الناس: {ليسوا سواء} (آل عمران:آية١١٤)، وقال: {لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرًا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكنَّ خيرًا منهن}.(الحجرات:آية١١)، وقال سبحانه عن إساءة الظن: {اجتنبوا كثيرًا من الظن إنّ بعض الظن إثم}، (الحجرات: آية١٢)، والمرأة هي أمي وأمك وأختك وأختي، النساء الحمد لله كما بيّن لك فيهنَّ مَن هنَّ بخير، وهنَّ الأكثر. وحاول أن تبعد نفسك من المحيط الذي يُثير الشكوك، كالإعلام المضلِّل للحقائق وكذلك الشباب الذين تجلس معهم من وقت لآخر ويتكلّمون عن الخيانة الزوجية ونحوها، هذه مثيرات غير مرغوب فيها، وهنالك الكثير جداً من المبالغات حول هذه القصص، وبعض الناس يلجأ لهذه القصص كنوع من الفضول. وحاول أن تستعن بأهلك في اختيار الفتاة التي يجب أن تطمئن إليها، صاحبة الدين والخلق، وصاحبة العقل التي تحفظك في نفسها وفي عرضك وفي مالك، وإن شاء الله هنَّ كُثر ومتوفرات وموجودات، ولاتغفل عن الاستعانة بالله في تسهيل أمرك في الحصول على زوجة صالحة وكذلك التوسّل بالنبي الأكرم وأهل بيته (عليهم السلام) فهم أبواب الله في قضاء الحوائج وتسهيل الأمور . دمتم في رعاية الباري

1