لماذا الاتراك كانت لهم سطوة على العباسيين؟ فبحسب محاضرات رجال الدين ان العباسيين كانو ألعوبه بيد الاتراك
حيث انهم يعزلون هذا الخليفة ويعينون ذاك
نرجو اعطنائنا فكرة عما جرى في ذلك
الوقت
ولكم جزيل الشكر
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك ايها السائل الكريم ، نشكر تواصلك معنا
استخدم الخلفاء العباسيون الاوائل الترك في بعض مرافق الدولة، إذ تذكر بعض الروايات التأريخية الى وجودهم في دار الخلافة العباسية منذ عهد الخليفة العباسي الثاني أبي جعفر المنصور، إذ وردت أشارات الى أنّ بعض قواده ومواليه تلقبوا بلقب تركي مثل حماد التركي ومبارك التركي .
ومن الخلفاء العباسيين الذين عنوا بالترك وزيادة استخدامهم في الجيش والادارة الخليفة العباسي الثامن المعتصم بن هارون الرشيد ، إذ أكثر شراءهم من سمرقند وغيرها من المدن التي تقع في بلاد ما وراء النهر .حيث تكون لديه ما يقارب ثلاثة آلاف تركي .
إن زيادة عملية الحصول على الترك جعلهم يسيطرون على الادارة والجيش ولم تتوقف سيطرتهم عند هذا الحد بل كانت لهم القوة والنفوذ الواسع في دار الخلافة . ويشير ابن عبد ربـه الـى ان الحجابـة كانت لآيتاخ ووصيف ، وهذا أدى الى زيادة سيطرتهم ونفوذهم ، فضلاً عن تعزيز قبضتهم على الخلافة العباسية وجميع مؤسساتها .
وفي عهد الواثق ازداد نفوذ الترك، ومن الأمور التي تؤخذ عليه أنه لم يعين ولياً للعهد، وهذا أعطى الفرصة للأتراك للتدخل في إختيار الخليفة ثم وقع إختيار الاتراك على المتوكل بالله وان توليته تعدّ نجاحاً كبيراً للقادة الاتراك وأثراً كبيراً في تولية من جاء من بعده من الخلفاء العباسيين .
كان المتوكل يمقت نفوذ الاتراك وسيطرتهم على مقدرات الخلافة العباسية فضلاً عن مقدرات الدولة، هذا النفوذ التركي كان على حساب العرب . وعندما شعر القادة الاتراك بخطر المتوكل بدؤا بتأليب الترك عليه وكذلك ابن الخليفة المنتصر والاتفاق معه على قتل الخليفة المتوكل. وأن سبب استمالة الترك للمنتصر هو أن المتوكل فضّل ابنه المعتز عليه . وقد تم قتل الخليفة المتوكل سنة (247هـ) بمؤامرة دبرها الاتراك مع المنتصر وكان قتله أول مؤامرة دبرت على خليفة عباسي . ثم اتفق القادة الاتراك على اختيار المنتصر خليفة، ووقع المنتصر تحت تأثير هؤلاء القادة حتى أنهم اجبروه على خلع أخويه المعتز والمؤيد من ولاية العهد . وكان المنتصر يشعر بوطأة الاتراك وطغيانهم واستبدادهم، فأخذ يفكر في وضع حد لتدخلهم في شؤون الدولة. وكان دائماً يردد قوله: " هؤلاء قتلة الخلفاء "
إلا ان الاتراك وفي أول فرصة سنحت لهم استطاعوا أن يدسوا له السم فمات سنة 248هـ وكانت مدة خلافته لم تتجاوز الستة أشهر .
دمتم في رعاية الباري ، مؤسسة البرهان المبين