( 47 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

تفسير اية

سؤال..تكررت الاية في سورة الرحمن المباركه.. ب ذو الجلال والإكرام مرة وب ذي الجلال والإكرام. فماهو الفرق بالمعنى..؟


عليكم السلام ورحمة الله الآيتان الكريمتان : وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ إنّ رفع (ذو الجلال) في الموضع الأول من سورة الرحمن لأنها صفة لـ"وجه" وهي مرفوعة، وأما الجر في الموضع الثاني "ذي الجلال" لكونها صفة لـ"ربك" وهي مجرورة وقرأت بالرفع كذلك على أساس أنها صفة لـ"اسم" " وجه " معناه اللغوي معروف وهو القسم الأمامي للشئ بحيث يواجهه الإنسان في الطرف المقابل، واستعمالها بخصوص لفظ الجلالة يقصد به (الذات المقدسة). فسر البعض وجه ربك بمعنى الصفات الإلهية المقدسة، التي عن طريقها تنزل نعم وبركات الله على الإنسان كالرحمة والمغفرة والعمل والقدرة. ويحتمل أن يكون المقصود هي الأعمال التي تنجز من أجل الله، وبناء على هذا فالجميع يفنى، والشئ الباقي هي الأعمال التي تنجز بإخلاص ولرضى الله تعالى..إلا أن المعنى الأول هو الأنسب أما ذو الجلال والإكرام والذي هو وصف ل‍ (الوجه) فإنه يشير إلى صفات الجمال والجلال لله سبحانه، لأن ذو الجلال تنبئنا عن الصفات التي يكون الله أسمى وأجل منها (الصفات السلبية). وكلمة " الإكرام " تشير إلى الصفات التي تظهر حسن وقيمة الشئ، وهي الصفات الثبوتية لله سبحانه كعلمه وقدرته. وبناء على هذا فإن معنى الآية بصورة عامة يصبح كالآتي: إن الباقي في هذا العالم هو الذات المقدسة لله سبحانه، والتي تتصف بالصفات الثبوتية والمنزهة عن الصفات السلبية. كما فسر البعض أن (ذو الإكرام) هو إشارة إلى الألطاف والنعم الإلهية التي تفضل الله بها وأكرمها لخاصة أوليائه، ومن الممكن الجمع بين هذه المعاني المختلفة للآية أعلاه. والتعبير ب‍ ذي الجلال والإكرام إشارة إلى كل صفات جماله وجلاله. ذي الجلال إشارة إلى الصفات السلبية، و (ذي الإكرام) إشارة إلى الصفات الثبوتية. والملفت للنظر هنا أن هذه السورة بدأت باسم الله (الرحمن) وانتهت باسم الله ذي الجلال والإكرام) وكلاهما ينسجمان مع مجموعة مواضيع السورة.

1