مرتضى المياحي ( 39 سنة ) - العراق
منذ سنتين

سؤال عن جيش الإمام علي و"دير براثا"

السلام عليكم في مسيرة الإمام علي عليه السلام للحرب في صفين كان مروره قرب دير "براثا" في بغداد، وذكرت مصادر التاريخ أن جيش الإمام ع كان يعاني من العطش، بينما هم مسافة بضعة عشرات الأمتار عن نهر دجلة!! فهل من المعقول انهم لم يرتوو من النهر وهم عطاشى وانتظرو الإمام ان يكشف لهم بئر ماء في ذلك الدير؟ وشكراً 🌸


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك ايها السائل الكريم ، نشكر تواصلك معنا يظهر من التأمل في الرواية التي نقلت تلك الحادثة عدة أمور: الأمر الأول : إن الحادثة وقعت بعد الرجوع من واقعة النهروان، حيث نزل الإمام عليه السلام وعسكره في براثا ، فسمع بذلك الراهب ودار الحوار بينهما فقال الراهب : من هذا؟ ومن رئيس هذا العسكر؟ فقيل له: هذا أمير المؤمنين وقد رجع من قتال أهل النهروان. فجاء الحباب مبادراً يتخطى الناس حتّى وقف على أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين حقاً حقاً. فقال (عليه السلام) له: وما علمك بأني أمير المؤمنين حقّاً حقّاً؟ قال له: بذلك أخبرنا علماؤنا وأحبارنا. فقال (عليه السلام) له: يا حباب. فقال له الراهب: وما علمك باسمي؟ فقال (عليه السلام) : أعلمني بذلك حبيبي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) . فقال له الحباب: مد يدك فأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وأنك علي بن أبي طالب وصيه. فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام) وأين تأوي؟ فقال: أكون في قلاية لي ههنا، فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام) : بعد يومك هذا لا تسكن فيها، ولكن ابن ههنا مسجداً وسمه باسم فبناه رجل اسمه براثا فسمّى المسجد ببراثا باسم الباني له. فالمستفاد من هذا المقطع المتقدم يبين لنا مقام أمير المؤمنين عليه السلام حيث كان يعلم بأسم الراهب فلذا تعجب من ذلك، وعليه دخل الإسلام على يد الإمام عليه السلام. النقطة الثانية : نلاحظ في المقطع الاخر من الرواية ، سؤال الإمام عليه السلام عن قضية شرب الماء عندما سأله لماذا لاتحفر بئرا فقال :كلما حفرنا بئراً وجدناها مالحة غير عذبة وأراد من ذلك أن يبين مقامه العالي ومنزلته العظيمة عند الله وولايته التكوينية في تحويل الأشياء إلى أشياء أخرى بأذن الله ،فحول الماءالمالح إلى ماء عذب فحفروا بئرا فوجدوا حجارة لم يستطيوا ان يقلعوها فقلعها الإمام ،وماتقدم من معنى يتضح من المقطع عندما سأله لماذا لاتحفر بئر فقال :كلما حفرنا بئراً وجدناها مالحة غير عذبة ثم قال (عليه السلام) من أين تشرب يا حباب! فقال: يا أمير المؤمنين من دجلة ههنا، قال (عليه السلام) : فلم لا تحفر ههنا عيناً أو بئراً؟ فقال له: يا أمير المؤمنين كلما حفرنا بئراً وجدناها مالحة غير عذبة، فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام) : أحفر ههنا بئراً فحفر فخرجت عليهم صخرة لم يستطيعوا قلعها، فقعلها أمير المؤمنين (عليه السلام) فانقلعت عن عين أحلى من الشهد وألذ من الزبد. النقطة الثالثة: لم تذكر المصادر التي نقلت الرواية أن جيش الإمام كانوا عطاشى بل ذكرت المصادر ان الإمام قد بادر إلى سؤال الراهب ، من أين تشرب وأراد بذلك ان يظهر كرامته في قلع تلك الحجارة التي عجزوا عن تحريكها وإخراج الماء عذبا بعد ان كان الراهب يحفر البئر فيكون ماءها مالحا. دمتم في رعاية الباري ، مؤسسة البرهان المبين