لماذا الله لم يخلقني من اهل البيت ع

بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بكم اختنا الكريمة في تطبيقكم المجيب سؤالكم ينطوي على فكرة وهو ان اهل البيت عليهم السلام انما وصلوا لما وصلوا اليه لان الله يريد ان يصلوا الى ذلك وكأنك تتصورين ان ما عليه اهل البيت عليهم السلام كله بنحو الجبر والقسر وليس لهم اي اختيار فيما وصلوا اليه وهذا شيء بالتاكيد ليس بصحيح فاهل البيت عليهم السلام انما وصلوا لما وصلوا اليه انما هو باختيارهم وليس الله يجبر احدا من عباده على اختياره وفعله فمن نال المكرمات نالها باختياره ومن اختار المفاسد والضلال فانه هو من يختار وليس الله تعالى وهذه القضية لا ترتبط بقدرة الله تعالى اي ان الله تعالى قادر على ان يجعل جميع الناس مؤمنين ولكن هذا خلاف الحكمة الالهية فانه خلقهم حتى يرتقون بانفسهم وينالوا الخير بانفسهم فهل يستوي الذي يعلمون والذين لا يعلمون وهل يستوي الذين يعملون والذين لا يعملون وهل يستوي الذين يؤمنون والذين لا يؤمنون بالتاكيد لا يستوون بل لكل امرء ما سعى وان سعيه سوف يرى واضرب لكم مثالا حتى تتضح الصورة بشكل جيد التعليم الاكاديمي والتدرج التعليمي لكل شخص فينا فانا نبدا بالابتدائية ثم الثانوية ثم الاعدادية ثم ننتقل الى الجامعة ثم ندرس الماجستير ثم الدكتوراه ثم يجتهد هذا الدكتور فيكون بروفسور فاذا جاءنا برفوسور يدرسنا في الابتدائية او الاعدادية او الجامعة فلا يمكن ان اقول لماذا لم يجعلني الله تعالى بروفسور فان الله تعالى قادر على ان يجعلني بروفسور فان هذا ليس بصحيح لا لان الله تعالى لا يقدر بل لان هذا البروفسور نال ما نال بجهده فكيف الباري تعالى يساويه بشخص لم يبذل جهدا في الدراسة وليس يمكن ان نقول لماذا لا يجعل الله تعالى الجميع بدرجة بروفسور وذلك بكل بساطة ان هذا لا حكمة فيه ان يكون كل البشر بمرتبة بروفسور من دون ان يكون بينهم التفاوت ومنهم من يدرس ويجتهد ومنهم من هو مهمل بكل معنى الكلمة ومنهم من يسيء الادب والاخلاق وغير مؤهل للتعلم اصلا فضلا من ان يكون برفوسور فهذا الشيء لا يمكن ان يحصل ويتساولى الحابل بالنابل والوضيع بالرفيع اذن لابد ان يسعى كل شخص بما عنده من قوة ويختار الشيء الصحيح ويختار الدراسة والجد والمثابرة والسعي الحثيث لنيل الدرجات العالية في الدراسة وليس للانسان الا ما سعى فمن جد واجتهد سيصل الى اعلى المرات ومن تخاذل فانه ينال ما يستحقه فبمقدار جده واجتهاده وبمقدار تخاذله ينال ما ينال من الدرجة الدراسية فقد يصل الى الاعدادية وقد يصلى الى الجامعة وهكذا فتلك بضاعتكم ردت اليكم ومن هنا لا يوجد اي داعي من جنابك الكريم ان تتازم حالتك النفسية بل على العكس لابد ان تفرحي وان تجدي وتجتهدي وتنالي المكانة العظيمة فالله تعالى لا يعطي بالمجان ولا قرابة بين الله وبين خلقه فان اكرمكم عند الله اتقاكم ويوم القيامة يحشر الناس ولا انساب بينهم ويبقى الايمان والعمل الصالح هو المعيار في رقي الانسان ولابد علينا ان نعي هذه الحقائق والجميل في كل هذا ان الله تعالى عدل لا يجور على احد وعليه فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره واما من يعمر مثقال ذرة من شر فانه بكل تاكيد شرا يره واعلمي اختي الكريمة ان الله تعالى يحب جميع عباده وانما ارسل لهم الانبياء حتى يهدونهم الى كل خير ويحافظون عليهم من الضلال ومثلكم ان شاء الله ممن ياخذ بتعاليم الله تعالى ويسير بالتقوى والايمان وممن يتمسك باهل البيت عليهم السلام وان شاء الله قوة الايمان والعمل الصالح تجعلكم مع اهل البيت يوم القيامة في جوارهم . تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله ورعايته