حياتي ( 33 سنة ) - العراق
منذ سنتين

حول شرك

السلام عليكم سوالي شنو حكم ناس لي تكول توكلت ع الله ومحمد وعلي هذا مو شرك اني جنت اكولهه وهسا خايف خاف شرك واني ماادري


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك ايها السائل الكريم ، نشكر تواصلك معنا الاستغاثة بغير الله ( بشرط خاص )، فهي ليست من الشرك في شيء، فنحن نعلم أنّ الله تعالى يقول في قرآنه الكريم: وابتَغوا إليه الوسيلة ، وأنّه يقول عن الرجل من شيعة موسى عليه السّلام: فاستغاثَهُ الذي هو مِن شيعته ، ولم يكن في استغاثة الرجل لموسى عليه السّلام بأس طالما كان يستغيث به وهو يعلم بأنّ قوة موسى عليه السّلام من الله تعالى وليست مستقلّة عنه. وإنّ القرآن الكريم لم ينفِ أمر الاستعانة بالأسباب الماديّة، بشرط أن يعتقد المرء أنّ هذه الأسباب غير مستقلّة في التأثير، وأن يؤمن بأنّ تأثير هذه الأسباب التي يستعين بها مشروط بإذن الله تبارك وتعالى. نذكر لك دليلين - قرآني وحديثي - على جواز التوسل : الدليل من القرآن: قوله تعالى : (( وَلَو أَنَّهُم إِذ ظَلَمُوا أَنفُسَهُم جَاءُوكَ فَاستَغفَرُوا اللَّهَ وَاستَغفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً )) (النساء:64) .. فالآية الكريمة قد ورد الفعل (جاءوك) فيها في سياق الشرط، وورود الفعل في سياق الشرط يستفاد منه العموم كما صرّح بذلك الأصوليون، بل قال الشوكاني في (إرشاد الفحول) ص122 ان أعلى صيغ العموم ما وقع في سياق الشرط, وببيان أوضح: ان الفعل في معنى النكرة لتضمنه مصدراً منكراً والنكرة الواقعة في سياق النفي أو الشرط تكون للعموم وضعاً . وبهذا صرّح جملة من أكابر علماء أهل السنة في بيان الاستفادة من هذه الآية في جواز زيارة النبي (صلى الله عليه وآله) والتوسل به حيا وميتاً (انظر: الرد المحكم المتين للعلاّمة الغماري المغربي ص44) وقد فهم المفسرون من الآية العموم، ولذلك تراهم يذكرون معها حكاية العتبي الذي جاء للقبر الشريف (انظر تفسير ابن كثير 2: 306). وأيضاً يؤيد معنى الآية حديث عرض الأعمال وهو قوله (صلى الله عليه وآله): (حياتي خير لكم، ومماتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم وتعرض عليَّ أعمالكم، فما وجدت خيراً حمدت الله وما وجدت غير ذلك استغفرت لكم)، وهو حديث صحيح قال عنه الحافظ العراقي في طرح التثريب 3: 297 إسناده جيد. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 9: 24 رواه البزار ورجاله رجال الصحيح. وأيضاً صححه السيوطي كما في الخصائص 2: 281. الدليل من السنة الشريفة: فقد روى الطبراني والبيهقي وغيرهما أن رجلاً كان يختلف الى عثمان بن عفان زمن خلافته في حاجة، فكان لا يلتفت إليه ولا ينظر في حاجته، فشكى ذلك لعثمان بن حنيف، فقال له أتت الميضاة (محل الوضوء) فتوضأ، ثم أت المسجد فصل ثم قل اللهم اني اسألك وأتوجه اليك بنبينا محمد نبي الرحمة، يا محمد إني أتوجه بك الى ربي لتقضي حاجتي، وتذكر حاجتك، فانطلق الرجل، فصنع ذلك ثم أتى باب عثمان فجاءه البواب فأخذه بيده فأدخله على عثمان، فاجلسه معه، وقال أذكر حاجتك، فذكر حاجته فقضاها. وهذه الرواية قد صححها الطبراني في معجمه الصغير 1: 307، والمنذري في الترغيب والترهيب 1: 476. والهيثمي في مجمع الزوائد 2: 279، وهكذا غيرهم. هذا كله بلحاظ الأدلة من كتب المخالفين ، أما كتب الإمامية فقد تظافرت الأحاديث الصحيحه - وقد أشار الى جملة منها الشيخ عباس القمي في (مفاتيح الجنان) - بجواز التوسل بالنبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة الأطهار(عليهم السلام)، ويبقى الدليل القرآني دليلاً ناهضاً للاستدلال به على جواز التوسل عند الفريقين. دمتم في رعاية الباري ، مؤسسة البرهان المبين

1