بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اهلا بكم في تطبيقكم المجيب
قبل ان ابين لكم ماذا ينبغي ان تعملي معهم اسمحي لي ان ابين شيئا بخصوص اسمك الكبير والمحرج كما تفضلت في سؤالك:
اختي الكريمة بالتاكيد ان الاسم له تاثير على حال الانسان وتعايشه مع الاخرين لانه هو الذي يعرفه الناس به ويتواصلون معه الا ان الاسم بما هو هو لا يشكل شيئا كبيراً في حركة الانسان في حياته فان الاسم ياتي يوم ويالفه الناس او ياتي يوم ويتغير وينادونك بام فلان او ابي فلان وبالتاكيد ستخف هذه المشكلة معكم فالاسم بما هو اسم محرج لا يشكل مشكلة كبيرة ولا تشغلي بالك ونفسك فيه بقدر ما تشغلين بالك وهمك في ان تكوني في مراتب عالية في نفسك اولا وفي المجتمع ثانيا فحاولي قدر الامكان ان تطوي مشكلة الاسم بل تطوي كل ما يمكن ان يكون عائقا في حركة الارتقاء ونيل المراتب العالية فان قمم الجبال لا يؤثر فيها العواصف فضلا عن مثل هذه الامور القشرية خاصة وهي لا ترجع الى اختياركم فاسمك ليس صناعتك وانما شخصيتك ومقامك هو من جهدك وسعيك فحذاري ان يؤثر عليك ما ليس من صناعتك على ما يكون من صناعتك فتجعلين نفسك بمستوى اسمك المحرج فاسمك المحرج لا يمثل اي شيء من مرتبتك وعلو شانك وارتفاع قدرك.
اما جواب السؤال:
قضية الاستهزاء والسخرية من الاخرين سواء لاجل اسمهم المحرج او لاجل شكلهم كما لو كان قصيرا او كان بدينا او كانت به عاهة كالحول او العرج او غير ذلك هذا الاستهزاء السخرية بالمؤمنين هو بحد نفسه من المحرمات فمن يفعل ذلك فهو بالتاكيد يرتكب معصية يستحق عليها العقاب فكلمة اولى اوجهها الى هؤلاء المستهزئين ان ينتبهوا لحالهم فان الله تعالى قد يمهل ولكنه تعالى لا يهمل وان العقاب والجزاء على الاساءة للمؤمنين قد تاتيه وهو في الدنيا فتكون عقوبته عاجلة خاصة وان المؤمن عند الاستهزاء به يكون منكسر القلب فاذا دعا والحال هذه فلا يامنن على نفسه هذا المستهزء ان يصيبه ما يصيبه لاجل هذه الفعلة السيئة.
اما وظيفتك اختي الكريمة ووظيفة كل من يحصل له مثل هذه الحالات فهي تكون بعدة مراتب
المرتبة الاولى: ان احد المناهج القرانية في مجابهة هذه الحالات ما ورد في القران الكريم في قوله تعالى:
((ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ)) (فصلت:34)
فمن بينك وبينه عداوة اذا دفعت عداوته بما هو احسن فان هذا يجعل منه وليا وحميما فالمطلوب اذن كخطوة اولى هو ان ندفع هؤلاء المستهزئين بطريقة سلمية وهو بالاحسان اليه وهذا ما اكد عليه اهل البيت عليهم السلام
يقول الامام امير المؤمنين عليه السلام ((بالاحسان تملك القلوب))
وكذلك ورد عنه عليه السلام في الاحسان الى من يسيء اليك ((أحسن إلى المسئ تملكه))
وله عليه السلام كلمة عظيمة في هذا الجانب وهي قوله : ((لا يَكونَنَّ أخوكَ على الإساءَةِ إلَيكَ أقوى منكَ على الإحْسانِ إلَيهِ))
بمعنى انك كن انت الاقوى في ادارة هذا الملف فمن يسيء اليك كن انت ارقى منه وعالج اساءته باخلاقك لا باخلاقه فاحسن اليه وكن على ثقة انك اذا احسنت اليه فانك قد افشلته ورددته ردا لا يمكن معه ان يسيء اليك ولا ان يستهزء بك.
وبالتاكيد هذا الرقي في التعامل ليس شيئا يسيرا على كل شخص فلعلك تقولين في نفسك لا اقدر ان انهج هذا النهج مع انه العلاج الناجع والنافع والمؤكد في القران وروايات اهل البيت عليهم السلام فاذا لم نقدر على هذه المرحلة او لم تثمر ثمارها كما ينبغي وتمادى هذا المستهزء فبامكانكم العمل بالمراحل الاخرى.
المرحلة الثانية: محاولة اصلاح هذا المستهزء بان اتكلم معه بالتي هي احسن او استعين بمن يؤثر عليه وله كلمة عليه كابيه او امه او اخيه الاكبر بان يتكلموا معه وان يمنعوه من الاستهزاء بالاخرين .
المرحلة الثالثة: ان لم يمكن ان انصحه ولم يمكن ان ينصحه الاخرون او اصلا نصحته ونصحه الاخرون ولكن لم ينفع معه العلاج وازدادت الحالة الى شيء صعب لا يحتمل فبامكانك رفع شكوى عليه عند الحاكم الشرعي او مركز الشرطة ويتخذ القانون في حقه ما يستحقه فانه هو من يجني تبعات سوء عمله وقبيح فعله فما يصيبه من العقاب هو يستحقه.
واما مجابهته بنفس الاسلوب فلا انصح جنابكم ان تبادلوه طريقته في الاستهزاء والاساءة والنزول الى مستواه الاخلاقي المتدني فان هذا العلاج لا ينهي المشكلة بل يزيدها تعقيدا وبهذا الاسلوب قد يضيع حقك منه.
وبالتاكيد الصبر على ظلامة الناس وايكال امره الى الله تعالى هو من ينتقم منه ومن اهانته لكم فان الصبر عليه شيء ليس بالقليل عند الله تعالى والله يحب الصابرين.
واخيرا اكرر ما ذكرته اولا لا تجعلي هذه الامور تاخذ منك ماخذا اكبر من حجمها، فقدري المشاكل بقدرها كي لا تؤثر عليك تاثيرا يعيق تقدمك وارتقائك فهذا هو المهم في حركة الانسان.
تحياتي لكم
ودمتم بحفظ الله ورعايته